بقلم - ناصر الظاهري
- لأننا نعيش الجائحة التي لا تريد أن تنتهي عاجلاً، ولا نريدها آجلاً، نجلس أحياناً من طول فترة البيات الكوروني نتذاكر ما كنا عليه، وما صرنا إليه، صحيح ما في خسائر الظهرات، ولا مصاريف الزيجات، ولا تكاليف وتبعات السفرات، غير أننا لزمنا بدفع ما يتطلبه الـ «سناب شات»!
- بقدر ما أسعد «السناب» النساء، بقدر ما أفلس الرجال، مرات في نسوان يشترين الجديد ليظهرن في «السناب» فقط، تجد الواحدة تقول بتصبح في «مِكّسَار»، تجدها «تتزهب» وتتهندم، وتتحنى، فتعتقد أنت المنغمس بين كتبك القديمة، وأوراقك العتيقة أن ابنة خالتها مقبلة على عرس، فتقترح كزوج على وجهه، وفي سبحانيته، وعلى الصراط المستقيم أن تأخذ الحيطة والحذر، وتتبرقع عن الرياييل، وعن «كوفيد - 19»، فتقول لك: أي عرس يا حظي، هذا بس علشان «السناب، وكروب صديقاتي»، فتحسبه نادياً للسيدات في أطراف المدينة، فترد عليك: «أيوه بس في عالم افتراضي»، فيتملكك العجب أن «سهيلة» دخلت في عالم الافتراضي، فتضحكك الكلمة، وتتذكر وطرها الجميل، بعد «الورس والياس»، أصبحنا نتحدث عن عالم افتراضي، سقى الله أيام زمان حين بقيت يومين أشرح لها معنى «براغماتي»، سمعتها في مسلسل سوري، ولما عجزت، قلت لها: «اعتبري «البراغماتي» مثل «وستاد الصَلّحَة»، وين يعجبه، صَلَح، ومن يقدم له غداءه، صَلَح جداره، واللي «يكاسره في كَروته، سوى له دهان عمّات، وإلا شغل أحسنتوا»، هذا «الوستاد البَنّايّ» هو البراغماتي».
- اليوم الـ«سناب»، هو الآمر الناهي، وتلقى «الفاشينيستات»، والمتابعات، والنساء التعبات، اللي حاطه سلة زهور على رأسها، واللي معاليها نجوم تتلألأ، واللي حواليها قلوب حيّرانه، واللي تبربش بأهداب الطِرفْشَانة، واللي تلبس نظارات كُبر العقال البصراوي، واللي تسمعنا صوتها الذي يشبه قفزات الأرنب المستوحش، واللي تنقل خطواتها للمشاهدين الكرام، حتى لو دخلت في جحر ضب صورته، وكله يهون، بس مد البرطم في كل صورة، والذي بدون داع، لا هي زعلانة، ونعذرها، ولا هي طامح عند أهلها، وبنعرف نرجعها!
- «السناب» أصبح اليوم مسرحاً لعروض الأزياء في الهواء الطلق، وسوق للدعاية للمقتنيات بين الآنسات والمسنات والمتصابيات، وأصبحن يتزاورن من خلال عالمهن الافتراضي، وما يظهرن فيه من ثياب في عالمهن الافتراضي يجب أن لا يراها أحد بنفس الفستان في عالم الواقع، فالملابس وعدتها ومستلزماتها ولواحقها التي تبضعتها من خلال عالم افتراضي، لم تجد فيه «سَرّيحة» لزيارة خاطفة، وعن بُعد، وكل تلك الدواليب التي تشبه رافعات الميناء، و«المدحوبة» حتى آخرها، لا تفي بالغرض، ولا تلبي الطلب، وعذرها أنها لبستها كلها في «السناب»، فلا تملك أي تعليق إلا أن هذا «السناب شات، تقاشر على هالغويزيات الباقية»، وأصبحنا ندفع مضاعفاً لعالم افتراضي، وعالم واقعي، غير ضريبة القيمة المُضافة التي لا تعرفها النساء، ولا سائلات عنها، معتبرات الخمسة بالمائة مثل كحال العين!
- الآن.. السؤال الذي يطرح نفسه - على رأي أصحاب الكتب القديمة، والأوراق العتيقة- والذين لا يدرون عن العالم الافتراضي، بقدر ما يعرفون عن البراغماتي، ما يجوز الحرمة «تشاتي» بدون ما يكون «ريلها يكح ويحاتي»!