العيد فرح لا ينتهي  2

العيد.. فرح لا ينتهي - 2 -

العيد.. فرح لا ينتهي - 2 -

 صوت الإمارات -

العيد فرح لا ينتهي  2

بقلم -ناصر الظاهري
 

كان في ذاك الزمن غير البعيد، وفي تلك المدينة الوادعة، العيد يأتي بفرحه الذي لا ينتهي، ويصبغها بشيء من البهجة، وكثير من الحب والود والألفة، كانت المظاهر عادية، إلا ما يرد على مدينة العين من خارجها بغية التكسب، وإسعاد الصغار، وخلق أجواء تليق بالعيد، كانت فرق العيالة يدق فيها «الجاسر» في الساحة المقابلة لقصر الشيخ زايد، وكان الرصاص يلعلع ابتهاجاً بالعيد وفرحته، وغي الشباب الذي يدخل الواحد منهم الميدان «إيّوول»، ومحزمه «متروس» من الرصاص، ويخرج منه، والمحزم خال، ويكتفي الصغار أمثالنا بلقط «الجيل» أو خراطيش الرصاص الفارغة، وبالقرب من ملعب البلدية، كانت تأتينا فرق راقصة وغنائية من الشمال ومن الشرق، كان «الليوا، والهبّان»، ورقصة السيف والترس، وتبقى تلك العرصة التي حول سينما الواحة تضج بعربات مضاءة بـ «تريج» تبيع «الزليبيا والسمبوسة والباكورا» وأكلات هندية في الغالب، وعربة يدفّها «السيد» تبيع «الشربت»، وأخرى تبيع الآيسكريم الذي كان بسيطاً، عبارة عن قطعة خشب مثل التي يستعملها الأطباء أو تستعملها النساء كقضاب للبراقع، مغموسة في عصير مثلج مثل «الفيمتو»، كان هناك «راشد الهندي» بقدره يبيع «النخي أو الدنجو» في صحون صغيرة، وهناك «غلوم» مثله يبرز بقدر «الباجيلا»، وكان هناك «نادر» مؤجر «السياكل»، كانت السينما حينها في العيد تعرض فيلمين بتذكرة واحدة، وعادة ما تكون من تلك الأفلام التي قد شاهدناها أكثر من مرة، مثل «عنتر يغزو الصحراء، وعنيترة بنت عنتر» أو يزاوجون بين فيلم عربي وآخر هندي أو إيراني.

أما في الساحة القريبة من سوق العين، فكانت تضم الغرباء، والكل آت للتكسب في العيد، وتسلية الصغار، وكثير منهم من المغامرين العابرين من الزُط، منهم من يلعب لعبة الحظ واليانصيب، من ورق أو علبة كرتونية مخرّمة لمربعات عليها صور مطربين وممثلين، وعليك أن تخزقها، وأنت وحظك، إما تظهر فارغة أو تجد تحتها حبّة «شوكولاته»، ومنهم من يقارب المقامرة، ومنهم من يقدم لعباً تسرّ أطفال ذاك الزمان الذي كان كل شيء يعني العجب، وبعضهم كان يبيع الختم الفضية وتلبيسة أسنان الذهب، والخناجر والسكاكين أو قدور النحاس «الصِفْرّ»، كان أشبه بـ «سيرك» صغير وبدائي.

في تلك الساحة سيتطوع الكثير من الأفغان، وسيؤدون رقصاتهم الرجولية التي تشبه رقصات الحرب، وقد تأخذ الحماسة بعض الجاليات، فيرقصون رقصات بلدانهم، كانت فُرجة العيد تلك الساحة القريبة من السوق، وستكون هناك أيضاً زاوية يلعب فيها الهنود كرة تشبه لعبة «المسطاع» عندنا، وربما أسموها «الكريكيت»، قد يظهر رجال أقوياء ويتنافسون على المصارعة التي تشبه المصارعة الرومانية، وربما «تزامط» الكثير على أهداف بندقية «أم سَجّبة».

بعد أيام العيد الثلاثة تلك.. ولهوها، وقشع ظلالها، وخلو المكان من ضجيجه، سأعود بحزني إلى أبوظبي، فقد انقضى العيد.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العيد فرح لا ينتهي  2 العيد فرح لا ينتهي  2



GMT 16:40 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر

GMT 16:37 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

من بين الضجيج هديل يثري حياتك

GMT 15:10 2018 الخميس ,23 آب / أغسطس

ديمقراطيون وليسوا ليبراليين

GMT 15:08 2018 الخميس ,23 آب / أغسطس

هداية الاختيار -2-

GMT 15:06 2018 الخميس ,23 آب / أغسطس

عام زايد في النمسا

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 19:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 صوت الإمارات - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 02:54 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا

GMT 20:43 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تقدم الدعم الفني لجيبوتى لتأسيس أول معهد للفنون الشعبية

GMT 00:02 2020 الخميس ,21 أيار / مايو

ميسي ينعى فيلانوفا في ذكرى رحيله

GMT 04:12 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد تناول كوب نعناع في اليوم

GMT 18:59 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

سجون تحولت إلى فنادق فاخرة كانت تضمّ أخطر المجرمين في العالم

GMT 00:57 2019 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

روستوف أون دون مدينة السحر والجمال و تقع في جنوب روسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates