«داخلها فصول أربعة»

«داخلها.. فصول أربعة»

«داخلها.. فصول أربعة»

 صوت الإمارات -

«داخلها فصول أربعة»

ناصر الظاهري

كثير من المبدعين والمثقفين والواعين بأطروحة الوجودية، والأسئلة الكونية المقلقة، يدركون معنى الوصول للمحطة الأخيرة في الحياة، كسلام أبدي، واستسلام نهائي، لكن ما يخوفهم هو الزمن وسيرورته التي قد تأتي مبكراً، وقد يطلبها في حينها الخريفي، وتتأخر، قبل مدة ليست بالبعيدة كنت أتصفح وجوه الفنانات العربيات والعالميات في مقارنة بين زهو الصبا والشباب والعمر الذهبي، وبين الخريف حين يأتي برماده، سالباً البريق، وتلك الفرحة التي تضيء الوجه، فحدث شيء من الانقباض الذي تعرفه النفس، وتتذكره حين تقسو الحياة، فزبيدة ثروت الرشيقة، الخفيفة كحمامة، بتلك العينين مثل زيتون أخضر أول قطفة، وقد تحولت إلى كتلة دهنية، بريجيت باردو، وقد تخلت عن كل المشاغبة، وما يحض عليه الجمال النضر، وقد أصبحت كشخصية العجوز الشريرة في الحكايات، سميرة توفيق، وقد طار السواد من الشعر، والخال الذي على الخد، والكحل في العيون السود، وذلك الامتلاء الأنثوي الذي بمقدار، وقد غدت كعجوز عذراء مالطية لا تفارق دكة بيتها، ولا تمل تفحص الناس، وغيرهن الكثيرات ممن يثقلن القلب إن رأيتهن الآن، بعد أن عرفتهن بالأمس، وتدرك أن الزمن وحده أقسى العتاة، الجناة.

معالي زايد تلك الفنانة القديرة، والتي تحمل ميزتين، لا يشاركها فيهما أحد، تلك الخفة البلدية، لكنها كلها وعي، وعمق، ومعرفة وجموح، والأخرى ذلك الجمال الفرعوني المنحوت وقت الرخاء، عرفتها في بداياتها، وكانت قريبة من القلب، مرات تقول: فيها من سعاد حسني، ومرات تقول: فيها شيء من كل شيء، من نجلاء فتحي، وميرفت أمين، وفاتن حمامة، وهند رستم، ومرات تقول: هي وحدها من حظيت بأشياء كثيرة من نساء كثيرات، لابتسامتها الدائمة لغز الخدين، وتلك الغمّازة، والذقن المستدق، ولصوتها تميز تعرفه من بين كل الأصوات، حين تمثل لا تدرك كم أضفت على الشخصية من شخصانيتها، ولا تعرف كيف أنها مقنعة في أدوارها المختلفة، سواء تلك التي في السينما أو التليفزيون، لها حضور لا يمكن أن تخطأه أو تتخطاه، فدائما ما تقول لك: أنا هنا كمشخصة، وأنا هنا كمعالي زايد، حتى حينما تتوقف عن العمل اضطراراً، تركن لفنها التشكيلي، وتستريح في مزرعتها، وتحاول أن تصطاد وجوهاً من الحياة، هي من أسرة فنية، فوالدتها آمال زايد، وخالتها جمالات، والمنتج الراحل مطيع زايد، والسيناريست محسن زايد، والممثل ممدوح زايد.

معالي رحلت، وتذكرت سعاد حسني، ثمة أشياء تشتعل في النفس، لها دوّامة الفصول الأربعة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داخلها فصول أربعة» «داخلها فصول أربعة»



GMT 06:29 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

عند الصباح: «حَيدروش»

GMT 06:28 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

عند الصباح: «حَيدروش»

GMT 06:27 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ساركوزي في قفص القذافي

GMT 06:26 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

نعم يا سِتّ فاهمة... الله للجميع

GMT 06:25 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

المجتمعات المعنفة!

GMT 06:24 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ثورة الاتصالات والضحايا السعداء

GMT 06:24 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ماسك... رئيس الظل أم الرئيس المشارك؟

GMT 06:23 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

لبنان يستسلم لاختيار عون!

GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:45 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

"الشيكولاتة المكيسكية" أبرز وصفات لويز باركر

GMT 09:19 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

اليابان تبتكر "موبايل" قابل للغسل

GMT 16:02 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف السركال" القطريون دبروا ما حدث في بانكوك"

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

نهيان بن مبارك يفتتح معرض "السوربون أبو ظبي"

GMT 17:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

تسريبات تكشّف تفاصيل عن مواصفات "سامسونغ غالاكسي S10"

GMT 14:25 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

الشارقة الدولي للكتاب يشارك في معرض القاهرة

GMT 21:15 2015 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

توم فورد يقدم عطرًا مستوحى من ازدواجية إمرأة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates