ميساء راشد غدير
تخطيط المدن من الأمور التي حرصت عليها إمارة دبي بل وقطعت فيها شوطاً كبيراً، ولكن ذلك لا يعني استغناء دبي عن تطوير وتصحيح الأخطاء إن وجدت في البنية التحتية، لا سيما في بعض الأحياء.
من المناطق التي نستشهد بها في حديثنا هذا، حي حيوي في جميرا، يقع بين شارع الشيخ زايد وشارع الوصل، منطقة تضم تسع مدارس ويبلغ عدد طلابها حوالي ثمانية آلاف طالب، ويصل عدد المستخدمين بين أولياء أمور، طلاب وطالبات، هيئة إدارية، مدرسين، موظفين، مستخدمي طرق، سكان.
ومستخدمي مجمع الصفا، والوصل سكوير وما تضمه منطقته من مرافق ومحلات ومطاعم تجارية ما يزيد على عشرة آلاف شخص، ما يجعل المنطقة مختنقة بالازدحام المروي بشكل يومي في فترتي الصباح والمساء في منطقة لم يعد تأثير الازدحام سلبياً على الشوارع الداخلية فيها فحسب بل على مستخدمي شارع الوصل والقادمين من شارع الشيخ زايد وبقية الطرقات المؤدية لهذه المنطقة أو الخارجة منها.
ومع الازدحام الحاصل في المنطقة فإن بلدية دبي مستمرة في منح التراخيص لتشييد المزيد من المباني آخرها كان مسجد بجانب مدرسة الاتحاد الخاصة وسط هذه المدارس ومبنى آخر لهيئة كهرباء ومياه دبي في الوقت الذي تحتاج فيه المنطقة لزيادة مساحات المواقف للمدارس وتوسيع الطرق والمنافذ الداخلية لضمان سهولة التحرك في هذه المنطقة.
لا ننكر أن المنطقة التي نتحدث عنها ذات تخطيط قديم وكانت أراضيها في الاصل للاستخدام السكني ولكن مع الوقت تغيرت طبيعة استخدام تلك الاراضي وباتت المنطقة سكنية تجارية، ما يعني الحاجة إلى تغيير تخطيطها والخدمات التي تقدم فيها.
قدم تخطيط المنطقة والمباني فيها لا يعني أن لا يتدخل مرور دبي لتنظيم حركة السير خلال العام الدراسي فيها وفي غيرها من المناطق التي تواجه المشكلة نفسها خلال الصباح والمساء عوضاً عن تكليف المدارس بتعيين شركات الأمن الخاصة التي أصبحت تعرقل حركة السير في الطرقات وتقحم نفسها في اختصاص أصيل للشرطة.
ولا يعني سوء التخطيط المبكر ترك المنطقة على حالها، بل إن الامر يستوجب إعادة تخطيط طرقاتها ومنافذها وجميع مداخل ومخارج المدارس من قبل هيئة الطرق والمواصلات، وإعادة النظر من قبل البلدية في أي رخص تفكر في منحها لمبانٍ حكومية لم تعد المنطقة تتحمل إنشاء المزيد منها خصوصاً أنها تضم مستشفيات تحتاج لسهولة في الحركة.
الازدحام الحاصل في المنطقة المذكورة يسبب أزمة لأولياء الأمور الذين باتوا يتأخرون على ساعات عملهم، وبات يسبب أزمة لإدارات المدارس التي لا تملك حلولاً لأولياء الأمور وسط غياب رجال المرور، وبات هذا الوضع أزمة لسكان المنطقة الذين حبسوا في منازلهم بسبب ازدحام المركبات أمام منازلهم في منطقة لابد من اعادة تخطيطها استراتيجياً للمستقبل.
وتنسيق الجهات الحكومية فيما بينها لحين ذلك الوقت، فهذا العمل ليس عمل هيئة الطرق وحدها ولا شرطة دبي وحدها بل بتعاون جميع الجهات الحكومية بما فيها البلدية لأن الازمة تعدت حي المدارس لتصبح أزمة ساكني منطقة جميرا وشارع الوصل.