بقلم - محمد الجوكر
الكرة المصرية العريقة تجبرك على الاحترام لما لها من مكانة تاريخية في قلوب الجميع، فمنذ سنين طويلة ارتبطنا بها وأحببنا نجومها، فأصبحنا نطلق على بعض فرقنا وأنديتنا قبل قيام الدولة وبعدها، تسميات مصرية كالأهلي والزمالك والترسانة وغيرها، فهم أول من زارونا في أواخر الستينيات عن طريق فريق الإسماعيلي بعد فوزه بكأس أفريقيا عام 67 ولعبوا هنا أمام قياداتنا حكام الإمارات مع فرقنا وأمام جماهيرنا، فتكونت علاقة أزلية صعب أن تنسى، ولهذا نجد الحب المتبادل، فمصر العروبة ومواقفها المشرفة تبقى في الأذهان ولا أحد يستطيع أن يتخلى عن هذا الكيان، أم الدنيا أحببناها ونحن صغار عندما كنا ننشد ونغني نشيدها الوطني في المدرسة خلال المرحلة الابتدائية، فزاد العشق رياضياً وتعليمياً وصحياً وثقافياً وفنياً.
كما لعب أبناء مصر دورهم الكبير مع أشقائهم، لهذا فإن الفرحة اليوم كبيرة ليس بسبب فوز الأهلي على شقيقة الزمالك، وإنما فرحتنا الكبرى، لأن الفوز عربي في بطولة أفريقية قوية وكبيرة، فالحب هنا يختلف، فهي حدوتة أفريقية عندما تألق وصعد الناديان الكبيران لأول مرة في تاريخ القارة السمراء، حيث عاشت مصر بكل مدنها فرحة غامرة لأنها جمعت القطبين الكبيرين على أرض الحضارة والعراقة مصر الحبيبة، فقد سعدت كثيراً بفوز الشياطين الحمر على الرغم من زملكاويتي، فالفريقان لعبا جيداً وخاصة مدرسة الفن والهندسة، إلا أن القافلة الحمراء لا تتوقف فتسير من دون توقف، حيث منصات التتويج، هكذا احتفل الأهلاوية باللقب التاسع، مؤكداً على أحقيته بلقب نادي القرن.
وفرحتي اليوم أن الرياضة المصرية الرائدة تعود بقوة وبرغم كل التحديات تبقى شامخة وتتغلب على كل الصعاب، تحيا مصر، وربنا يدوم عليها الأمن والاستقرار، فهي رأس الحربة للأمة، محبتنا لها لا حدود لها لأن قادتنا المؤسسين، طيب الله ثراهم، جعلونا نتوغل في حبها، فلا تلومونا لأن مصر في خاطر كل أبناء الوطن، ويا لها من فرحة لا تنسى للأهلاوية، حيث ذكرونا بأروع أغاني العندليب وحياة الأهلي وأفراحه. والله من وراء القصد.