علي أبو الريش
دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، لحضور الشباب بعمر لأقل من خمسة وعشرين عاماً في الحكومة الاتحادية، تأتي استجابة للضرورة القصوى التي يمثلها هذا الحضور من حياة وحيوية في العمل الحكومي، وفي التنمية وفي الإرادة الوطنية، لتأسيس دولة الطاقة المتجددة، والإيجابية في تحقيق طموحات القيادة، وتطلعاتها إلى غد يشرق بوجوه لم تغزوها منغصات الزمن، ولا روماتيزم العمل.
الإمارات بهذه الدعوة السامية، تحقق ذاتها وتكتشف وجودها، وتمضي بالسفينة نحو آفاق واسعة، ومحيطات شاسعة، وسماوات تضيئها نجوم الشباب، وتنيرها أثمار القوة المتفانية من أجل وطن يتكئ على مسند الأحلام اليافعة.. الإمارات بهذه الدعوة تشق العباب بعزيمة تخترق الضباب، ولا تخنع لليباب، ولا تنيخ النوق عند وعورة الهضاب، الإمارات بهذه الدعوة تصنع واقعاً مثالياً، ونموذجاً خلاّقاً يحتذي به الآخرون ويسيرون على نهجه ويتبعون خطواته، ويستظلون بظله.. الإمارات بهذه الدعوة ترسم مستقبلاً على سجادة من حرير، وتشكل وعياً إنسانياً جديداً لم يخطر على بال بشر، ولم يدُر في ذهن أكثر الدول تقدماً.. الإمارات بهذه الصرخة المدوية، تستدعي طاقات الشباب وتستفز إمكانياتهم وقدراتهم وأحلامهم وطموحاتهم وأمنياتهم وآمالهم، وتضع شهاداتهم الجامعية والأكاديمية في المحك، وتحت منظار التجربة العملية.
هذه الدعوة، هدير الرعد، الذي منه نستجلب المطر، وبعده ينبت الزرع، ويخضر العشب.. هذه الدعوة ستكون المسار والمدار، والنهار الذي يمد خيوط شمسه الصحراوية باتجاه العقول كما تهب وتدب، وتصب رحيقها على أرض الوطن، ليكون الوطن وعاء الذهب، المطوق للأرجاء والتضاريس، هذه الدعوة نداء الوعي إلى العقول، وهو وشوشة الموجة عند سواحل القلوب، كما تقوم وتنهض لأجل نهوض الوطن ورقيه وتطوره وشفافيته وحيويته وحياته، وخطواته الواسعة باتجاه مستقبل يُضاء بجباه الشباب، وتتسع حدقته بعيون عشاق الحياة.. هذه الدعوة جاءت في اللحظة التي تتفتح فيها زهور الحقل، وتخضر أعشاب البستان، وتنمو الأشجار متألقة، متناسقة، مورقة بالفرح، حيث الوطن يرفل بأزهى السندس والإستبرق، وحيث الوطن يسعد بقيادة تقف دائماً إلى جانب الأبناء كتفاً بكتف، وتسير بالقلوب نحو سعادة استثنائية، متأبطة، وعي الأرض ويقظة أجنحة الطير المرفرف في سماوات البريق الأنيق، والعقل المستفيق.. هذه الدعوة تفسح الطريق، لكل من لديه القدرة على تحمل مسؤولية الواجب أن يشمر عن الساعد، ويشد العزم ويقول بسم الله، عليه توكلنا.