الكتاب الكتاب حتى وإن صرخت الوسائل الأخرى

الكتاب.. الكتاب حتى وإن صرخت الوسائل الأخرى

الكتاب.. الكتاب حتى وإن صرخت الوسائل الأخرى

 صوت الإمارات -

الكتاب الكتاب حتى وإن صرخت الوسائل الأخرى

علي ابو الريش

عندما تحضر معرضاً للكتاب وتدخل في زحام المرتادين وحاملي أكياس القرطاس النبيل، وتأخذ نظرة على الوجوه المشرقة، والعيون النابشة في الأرفف تشعر بأن ما قد قيل عن وسائل الاتصال الجماهيري أشبه بكذبة أبريل أو أشبه بالفقاعة، فقد بشرنا المبشرون والمروجون والمسوقون والمنظرون بأن الكتاب الورقي سوف يختفي ويتلاشى وجوداً مع تطور وسائل القراءة الإلكترونية وأن الكتاب الورقي لا مستقبل له، طالما حلّت مكانه طيور بأجنحة واسعة وبتقنية عالية إلى درجة الإدهاش ولأننا شعوب تؤخذ بالألوان الفاقعة، روجنا الكذبة وصدقناها وصارت أشبه بنظرية داروين عن التطور التي حلت مكان نظريات وصدمت وأبهرت، ثم اندثرت وصار ينعتها خصومها بنظرية القرود.

 

اليوم نجد الكتاب في المعارض الكبرى يجلس القرفصاء ويبتسم في تحد وكبرياء والمرتادون من حوله يتلمسون أوراقه برفق وعشق ولا يلتفون إلى خرافة ما قاله المروجون عن الوسائل الإلكترونية.. الكتاب يأخذ زخماً بضخامة أوراقه وفخامة التاريخ الذي جلله بالحب وكلله بأزاهير الاعتراف بأهميته لأنه يحمل رائحة الجد ولأنه مضمخ بعطر النون والقلم.

الكتاب في معارض الكتاب يحضر بقوة التأثير ويمارس حقه في الوجود لأنه الجيد الذي يجود بجود الدفء وما تحمله دفاته من أحلام الوعي الأول بقيمة الحرف وما نزف به عقل الإنسان من معارف ونظريات وفلسفات تفتقت عنها عقول من بحثوا في العقل حتى استعادوا للإنسان كينونته وبنوا له صيرورته وساروا به نحو غايات التدفق إلى عوالم ما كان للإنسان يصلها لولا بريق الحرف واستفزازاته التي حفزت ودفعت وأيقظت ورافقت الإنسان حتى أن هبط على منطقة الاستنارة وحقق ما حقق كل هذه الإنجازات الحضارية الرائعة.. في معارض الكتاب يثبت الكتاب أنه القيصر الذي يملك ما لا نستطيع أن تملكه وسائل الاتصال الأخرى لأنها وسائل تأتي من عوالم جافة ليس لها ما يملأ راحتي اليدين بالدفء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكتاب الكتاب حتى وإن صرخت الوسائل الأخرى الكتاب الكتاب حتى وإن صرخت الوسائل الأخرى



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates