التوطين «2»

التوطين «2»

التوطين «2»

 صوت الإمارات -

التوطين «2»

بقلم : علي ابو الريش

تجربة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الزراعة تكفي لأن تكون درساً وافياً وكاملاً، لكل من يخوض تجربة الحياة بنجاح وفلاح. لقد أبدى كل الخبراء وأصحاب النظريات الزراعية امتعاضهم من زراعة صحراء قاحلة، جدباء، بينما الشيخ زايد كان على يقين الفطرة والعفوية، والذكاء البيئي، كان على يقين أنه لا مستحيل أمام الإرادة الصحيحة، والعزيمة الصلبة، والأنفة الشامخة، وقبل كل هذا وذاك الحب الذي يؤلف بين الإنسان، وما يحيط به من مقومات الوجود.
وكانت التجربة التي تلتها فرحة الانتصار على اليأس، والفوز بجنة الأحلام الزاهية التي ترعرعت على الأرض مثل غزلان برية، أيقظت في نفوس العشاق أزهار الوعي، بأهمية أن تكون للإنسان قدرات الطبيعة، وليست قدرات الطبع، وأن يستطيع هذا الإنسان أن يتجاوز حدود ما يقذفه كل يائس، وكل قانط، وكل بائس، وكل مقيم دائم عند حواف الاكتئاب السوداوي.
تجربة الراحل الكبير، تكفي لأن تكون لنا ديدن، ودوزنة لمشاعرنا، إذا أردنا أن نعبر المرحلة من دون عواصف ولا أمواج، وإذا أردنا أن نمر في طرقات الحياة، من دون ما يعرقل طموحنا أو يعيق رحلتنا.
عندما نتحدث عن التوطين، فإننا نوجه السؤال إلى كل مواطن، سواء كان مسؤولاً، أو طالب وظيفة، فالجميع يشتركون في الهم والمهمة، والجميع تقع على عاتقهم مسؤولية الدقة في اختيار الهدف، قبل أن نبكي على اللبن المسكوب، فلا يمكن أن نلوم مسؤولاً يرفض توظيف مواطن، وهو يعلم أن هذا المواطن لا يصلح لهذه الوظيفة، كما أننا لا يمكننا التضامن مع مواطن تم رفض طلبه لوظيفة معينة، ونحن نعلم أن هذه الوظيفة تحتاج إلى مؤهلات معينة، وقدرات محددة.
حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عن التوطين واضح وجلي، ولا يحتاج إلى تأويل، فالشخص المناسب يجب أن يكون في المكان المناسب، ولا جدال في هذا الأمر، ولا مجاملة، لأن مستقبل الوطن أهم من الأشخاص، وأعلى من التمنيات. لذلك فإن التوطين سوف يشغل الجميع، وسوف تعلو أصوات وتنخفض، ولكن لا ضرر، فالذي يريده سموه هو كل ما يحتاجه الوطن، والوطن بحاجة ماسة الآن إلى تضامن الجميع، في سبيل إنجاح عملية التوطين، ووضعها في نصابها الصحيح، ولا ينبغي أن نأخذ المسألة، «خذوه فغلّوه»، بل التحري والدقة واجبة على كل مسؤول، تقع عليه التزامات الاختيار، وانتخاب ما هو أصلح وأنجح وأفلح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوطين «2» التوطين «2»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 18:28 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

"الشارقة للثقافة العربية اليونسكو"لـ صنبر

GMT 18:42 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أنور المشيري يطرح ديوانه الشعري الأول "مراية الروح"

GMT 18:17 2013 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة ألمانية تكشف تزايد الهجمات الإلكترونية على الشركات

GMT 07:46 2015 الأربعاء ,20 أيار / مايو

"كهرباء دبي" تنجز مواءمة خطتها الاستراتيجية 2021

GMT 06:52 2013 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عبدة وأبو ماضي يتحدثان عن إثر "حرب أكتوبر" في قصصهم

GMT 13:54 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

خبير التجميل ميمو يوضح أسباب تكريمه في مصر

GMT 23:44 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر سيتي يفكر في إعارة دانيلو خلال الميركاتو الشتوي

GMT 20:54 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

منتجعات التزلج على الجليد تستعد لاستقبال عشاق الشتاء

GMT 09:51 2014 الإثنين ,18 آب / أغسطس

4 أسلحة لمحاربة رطوبة الجو في المنزل

GMT 09:37 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

صداقة تجمع بين غواص مسن وسمكة بوجه إنسان منذ 10 سنوات

GMT 11:08 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ماجد ناصر يقود شباب الأهلي إلى نهائي كأس الخليج العربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates