خان يونس مدينة تعمر بمنازل الطيبين

خان يونس.. مدينة تعمر بمنازل الطيبين

خان يونس.. مدينة تعمر بمنازل الطيبين

 صوت الإمارات -

خان يونس مدينة تعمر بمنازل الطيبين

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

كان ذاك الرجل المسن يقف إلى جوار المبنى السكني، والذي يتألف من ستمائة وحدة سكنية، عندما سأله الصحفي عن شعوره وهو يقف بجوار مسكنه، مسح الرجل دمعته بطرف إبهامه، ثم انثال بلهجة تهدّجت جرّاء ملامسة السؤال لذاكرة ظلّت تحفظ الود لمن سوّر المشاعر بدفء أبوي، وإحساس إنساني بمعاناة شعب على مدى عقود من الزمن، ولم يستطع أن يفرج الرجل عن كلماته المحبوسة بين الشفتين إلا بصعوبة حيث الموقف رهيب، والصورة المتنقلة بين العقل والعين، تبدو مثل جناحين يرفرفان، من أجل تحرير القلب من غبن سنوات عسر، وضجر، إلى فضاء يسفر عن باحة أمل جاءت من لدن كريم، رحيم، ومن لفتات الرجل، ونظراته السابحة في اللاشيء، كان يريد أن يعبر عن شكره، وعرفانه للذي فتح له ولأسرته المكونة من سبعة أفراد، نافذة باتجاه الرحابة وبعيداً عن الشعارات الصفراء، والانتصارات الوهمية، هذا الرجل أراد أن يقول لحاكميه، إن كل ما يريده الفلسطيني في غزة هو شرف ضم أسرته في كنف جدران تحميه من التشرد، والتصهد، وتكبد الفقدان، وخسارات زمن أصبح فيه الصوت أعلى من الصيت، وصار فيه دخان الصواريخ الوهمية، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع هو الذي تفتخر به منظمات اقتنعت أنها بالخيال الجم تستطيع أن تحمي الفلسطيني من العراء، والجوع والضيم والغبن، وفقدان الأهل والأحبة.
نظرات ذلك الأشيب البديهي، والعفوي، كانت تشير إلى معالم جريمة ترتكب في حق الإنسان، ولكن لأن المراهنات أصبحت بيد من يحمل بندقية الصيد، ويقف على المرصاد لإسكات الأنات بهاون القمع، والردع، مما يجعل المسالمين، يلجمون ألسنتهم، ويرضخون للأمر الواقع، وينظرون إلى التبجح، والمبالغة والاستهتار بقيمة الإنسان، نظرة سخرية مكتومة، لأن هؤلاء يعرفون تماماً أن كل ما يتم على أرض غزة ليس أكثر من فقاعات، تفجّرها الريح، وتنتهي إلى لا شيء. لأن هؤلاء يثقون بأن ما يحدث ليس أكثر من ألعاب نارية، تؤدي في نهايتها إلى تدمير الرمق الأخير في هذه البقعة من العالم التي ابتليت بالمزايدين كما هي ابتليت بالاحتلال، لكن هذا الاحتلال لن يزول بالمناقصات، والوعود الوهمية، وفي ظل تناقض المواقف بين من يسكن في غزة، ومن يجلس في رام الله، هذا الكهل يعرف أن فلسطين لن تعود في ظل المصطلحات الضخمة، وإنما الذي سيحرر فلسطين هو الصدق، والإيمان بأن السلام هو طريق إلى القدس، وهي أرض المحبة والسلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خان يونس مدينة تعمر بمنازل الطيبين خان يونس مدينة تعمر بمنازل الطيبين



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل

GMT 12:22 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق اختبارات مسابقة "جولدن سينجر" للمواهب

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 23:40 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

إكسسوارات تمنحك الهدوء والراحة في غرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates