الطقس بارد والمشاعر ساخنة

الطقس بارد والمشاعر ساخنة

الطقس بارد والمشاعر ساخنة

 صوت الإمارات -

الطقس بارد والمشاعر ساخنة

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

أمصال الداخل مطمئنة، وأرقام الخارج مرعبة، ورغم كل ما يتم بذله في بلادنا، ورغم السعي الحثيث لإزالة آثار عدوان «كورونا»، وما تبعه من مخاوف، وجزع، وفزع، فإن المصحات الغربية التي تفيض بالمصابين تجعل الإنسان أكثر حذراً، وأشد التزاماً بالوسائل الاحترازية، الأمر الذي يجعل المشاعر الساخنة تجاه الأحباب والأصحاب تفتر تحت نسمات الطقس البارد، وهي الهفهفات النبيلة التي ينضح بها فصل الشتاء في الإمارات.
ما فعلته «كورونا» في العالم لم تفعله جل الحروب البشرية الكارثية، لأن تلك الحروب طوت عباءتها وتوارت خلف الحجب الزمنية، بينما «كورونا» على الرغم من شعوره بالهزيمة أمام عزيمة المخلصين، إلا أنه ترك في الأعماق جروحاً دامية، وقروحاً تسيل منها مشاعر أشبه بنشارة الخشب، تؤذي الروح، وتعرقل تحليقها في فضاءات العلاقة مع الآخر، وبخاصة مع الأقربين، والمقربين إلى القلب، ولكن ومع كل هذه الإرهاصات العاطفية، يبقى هناك الأمل، وتبقى الإرادة في إعادة ما تبعثر إلى نصابه الصحيح، وغسل الإناء من بقايا ونفايات، لكي تستمر الحياة، ولكي يستعيد الوجود نضارته، وبريق عيون الطير، وجمال الأزهار فوق الشجر، وحلم العشب بأن يكون غابة للدفء، وموئلاً لأجنحة باتت في شوق إلى الدفء، وصارت في لهفة لشراشف اللقاءات الحميمة.
«كورونا» سيذهب إلى زوال لا محالة، ولكن الذي نريده ونتمنَّاه هو الزوال الأسرع، لرجفة الجفون، وخفقة الأفئدة التي خلفها هذا الوباء اللعين.
في الإمارات تبدو المكونات الجمالية وافرة، وزاخرة، وهي بواسطتها نستطيع أن نحيد كل ما يخيف، ويثير الشك، والإمارات بذكائها الإداري تستطيع أن تردع كل ما يرهب، وتدفع كل ما يرعب، وتمنع عن القلوب كل ما يعرقل فرحها، لأننا حقيقة نعيش في وطن يجيد في صناعة الفرح، كما يجود في إبداع القصيدة، نحن حقيقة في منأى عن كل ما يحبط، ويثبط المعنويات، فقط كل ما نتمناه هو أن يكون كل من يعيش على هذه الأرض، بمستوى المسؤولية، وأن يتحدى نفسه، ويخرج من شرنقة الامتعاض، ليصل إلى واحة الآمال العريضة، ليصل إلى مشارف الحقيقة، ويقول لنفسه يجب أن أتلقى اللقاح، لأنه السبيل الوحيد للظفر بصحة لا تشوبها شكوك، ولا مخاوف من مرض.
نحن قادرون على تلافي هذا الخطر، ونسعد بأجواء باردة، وعواطف ساخنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطقس بارد والمشاعر ساخنة الطقس بارد والمشاعر ساخنة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates