القابعون في الجحيم

القابعون في الجحيم

القابعون في الجحيم

 صوت الإمارات -

القابعون في الجحيم

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

لا بد أننا صدمنا بالهجوم المباغت لوباء كورونا، ولا بد أننا شعرنا بخيانة الطبيعة لنا، ولا بد أننا أجلنا بفعل هذه الجائحة المؤلمة، الكثير من مشاريعنا الأسرية والذاتية في مجالات مختلفة، ولكن حب الحياة يبقى هو الأعظم ما في هذا الوجود.
حب الحياة يجعلنا نفكر بالحياة أكثر من أي شيء، بل وأكثر مما خسرناه، لأننا بهذا الحب نستطيع تعويض كل ما فقدناه، ونستطيع استعادة الفرح بكل بساطة، ونستطيع الجلوس على قمة الجبل، دون أن يلمس الوادي إبهامنا.
لا بد أن الكثير من الناس اليوم يتساءلون، قائلين وماذا بعد، وذلك لأنهم شعروا بالضجر من هذا الوباء المخادع، ولكن الأمر المهم الذي يجب أن نفكر فيه، هو كيف نتخلص من هذا التذمر، وكيف نخرج من الإدانة للمرض، ونعبر إلى حيث القبول بالأمر الواقع، ونستحضر السعادة حتى في أقصى حالات التعب، لأن السعادة هي الأصل، ولا يجب أن نفرط، وأن كل ما يطرأ علينا في الحياة ليس أكثر من موجة عابرة، وسوف تمضي، والبقاء لنا نحن البشر، لأننا رعاة الكون، ونحن بناة حضارته، ونحن الذين يتوجب علينا أن نحافظ على منجزاته، وكيف نستطيع أن نقوم بهذا الواجب الوجودي، إذا لم نطرد اليأس، ونقاوم الشدة، ونهزم الإحباط، ونكسر شوكة المرض بأسنان إرادتنا، وأظافر عزيمتنا، ونرفع رؤوسنا عالية، ونقول بالصوت الواحد والمرتفع، هيّا بنا نمضي، فهناك في المكان القريب من وعينا، يسكن الأمل، إنه يمد لنا يد التفاؤل، ويقول: تعالوا لنفسح الطريق لضوء الشمس كي يتسرب بين ضلوعنا، ونضيء ذلك الكامن في القفص الصدري، ونستكمل الطريق إلى حيث تكمن الغايات والطموحات الكبيرة.
فالوجود اختيار، وعدم الاختيار هو عدم الوجود، ونحن مطالبون بأن نختار حياتنا، ووجودنا، وألا ننكص إلى الكآبة والقنوط، والتبرم، نحن مطالبون بأن ننهض من تحت ركام هذا الفيروس الضئيل، والذي لا يرى بالعين المجردة، ونصافح الأمل، ونبتسم للحياة، وسوف تغدقنا بكل ما نريده، سوف تملأنا بالعطاء الجزيل، وسوف يصبح هذا الراهن ماضياً، وسوف نعيش نحن حاضرنا بكل لباقة وجدانية، وبكل أناقة مشاعر، وسوف يصفق العالم مبتهجاً لأنه انتصر على أسوأ كارثة إنسانية في هذا القرن.
سوف تشتعل هوليود بأفلام تؤرخ لهذا الوباء، كما وسوف تسجل البطولات التي قدمها البشر في هذه المواجهة الشرسة، وبخاصة الأطقم الطبية في كل أنحاء العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القابعون في الجحيم القابعون في الجحيم



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل

GMT 12:22 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق اختبارات مسابقة "جولدن سينجر" للمواهب

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 23:40 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

إكسسوارات تمنحك الهدوء والراحة في غرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates