كسر العادة

كسر العادة

كسر العادة

 صوت الإمارات -

كسر العادة

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

لابد لكسر العادة أن نحتاج إلى منجل نفسي قوي يتجاوز الأتربة، والغبار الذي تراكم على الصدور لقرون من الزمن. الآن، وفي ظل العاصفة الوبائية، هناك من يشعر بالتعب إزاء بعض القوانين التي سنّتها الحكومة لمواجهة الظرف الراهن، وهذا أمر طبيعي أن يشعر أولئك الناس بمرارة تطبيق ما يملى عليهم من قوانين، وإن كانوا يعرفون أنها سنت لأجل صحتهم، والمحافظة على حياتهم، والخروج من المحنة بسلام وبأقل الخسائر، ولكن هذا هو حال البشر، عندما يتشبثون بقيمة من القيم فإنهم لا ينفكون في الدفاع عنها، والتمسك بها بعتاد، وشراسة، لأن هذا هو من طبيعة (الأنا)، التي تعتبر كل ما يمت للإنسان بصلة هو ملكية خاصة، ولا يمكن السماح بمساسها.
هذه المشاعر القديمة، والمترسبات الدهرية تجعل الإنسان يخاف من التحول، ويخشى التغير، ولا يقبل بالجديد، والقوانين التي فرضتها الحكومة، هي جديدة بالنسبة للناس الذين اعتادوا قضاء اليوم تجولاً في الأسواق، والتحرك في الشوارع، وبخاصة أن الإمارات تتمتع ببيئة سياحية خلّابة، حيث تتوفر الخدمات التي تجعل الإنسان يعيش في كوكب غير كوكب الأرض، ولكن كل هذه المعطيات الجميلة، لا ينبغي أن تطغى على القوانين التي وضعت للمحافظة على الحياة، ولصد الهجمة القاتلة من قبل أشرس الأمراض التي واجهتها البشرية منذ الحرب العالمية الثانية.
إذن، كل ما نحتاجه هو تحكيم العقل، للتخلص من (الأنا) ومخالبها المتعلقة في العادة، وبالعقل سوف نعي أن هذا الوباء سوف يزول، ومدته قصيرة، بقدر ما نحن نلتزم، ونقدر الجهود الحكومية وكل ما يبذل لأجلنا.
المرض سوف يغادر، وسوف يلملم أغراضه ويرحل، فقط علينا أن نتخلى عن العادة، وأن نمتلك الشجاعة في تحمل بعض الأعباء التي نشعر أنها ثقيلة، وسوف تعود الأيام إلى أحلامها الزاهية، وسوف يفرح الأطفال ويلعبون في أجمل حدائق البلد، ويتسوقون في أعظم الأسواق التجارية، فقط المطلوب هو التريث وعدم الاستعجال، فالكل يعمل لأجل الناس في هذا البلد، والكل يسهر ويضحي بحياته من أجل صحة الناس، لذلك، من يتعجل الخروج، أو يتذمر من بعض (القيود)، عليه أن يتأمل وجوه الفرق الطبية، وسوف يعرف مدى المعاناة التي يشعر بها هؤلاء، وذلك من أجلنا نحن، ومن أجل الإمارات، والتي يجب أن تبقى صحيحة، ومعافاة دائماً.
يجب أن تظل شمسنا مشرقة دائماً، لأننا نحن شمس العالم، ونحن مصابيحه التي تضيء أفنيته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كسر العادة كسر العادة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل

GMT 12:22 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق اختبارات مسابقة "جولدن سينجر" للمواهب

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 23:40 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

إكسسوارات تمنحك الهدوء والراحة في غرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates