حريق بيروت

حريق بيروت

حريق بيروت

 صوت الإمارات -

حريق بيروت

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش


حريق بيروت، بداية لمرحلة جديدة من تاريخ المنطقة، وهي لا تختلف عن تدمير البرجين في أميركا، واللذين تبعهما تغيير في معالم المنطقة بدءاً من أفغانستان، وانتهاء بالعراق.
ما حدث في بيروت ليس مجرد حريق، تخللته تكهنات، واتهامات، وتأويلات، بعد أن تحول نصف بيروت إلى أنقاض، وجثث، وجرحى، ومشردين.
هناك في الأفق تطل بؤرة مضيئة، مثل قرص الشمس الذي تشوبه شائبة غيمة داكنة، هناك في خبايا الحادث الأليم تكمن نقطة تحول تاريخية، سوف تطال أصابعها تغيراً جذرياً في الحياة السياسية في لبنان، ولن نستبعد أي شكل من أشكال الواقع الجديد، الذي ستبدو عليه المنطقة برمتها.
ما أسفر عنه الحريق الهائل، ليس مجرد احتراق لمبانٍ على أطراف مرسى بحري، وإنما هو دفن لمرحلة، لانبثاق مرحلة سوف تغير من معالم، ومن قوى، ومراكز ستتحول إلى أنقاض، وربما يدهش هذا التصور البعض، ولكنها هي الحقيقة التاريخية التي ينبلج عنها ما يذهل العقل.
نحن أمام عالم جديد سيتخلق من أحشاء الواقع، وسوف تبنى على هذه الكارثة أبراج سياسية جديدة، تمنح لبنان صيغة سياسية جديدة، كما تعطي المنطقة بحذافيرها وجهاً جديداً، سيكون بمستوى وثبة الجواد الجامح، وبمعادل جغرافي لا مثيل له منذ سايكس- بيكو، وسوف تجد هذه القفزة التاريخية، استقبالاً مؤزراً بالارتياح كونها ستزيح تابوتات هيمنت على الوجدان العربي، وتمكنت من تغريبه عن الواقع.
سيحدث ذلك بسرعة فائقة، كما هي ضربة السيف المهند للعنق، وستكشف هذه القفزة مدى ما للخرافة السابقة من غشاوة، استطاعت أن تعمي الأبصار عن حقائق، وسيعلم المحبطون أنه ليس من المستحيل أن تزاح الغمة في مقابل خسائر فادحة لشريحة ظنت لسنوات، أو عقود أنها أمسكت بعصا موسى، وأنها العصا المتحكمة في عنق الزجاجة، وسوف تظهر الأيام مدى الوهم الذي سيطر على بعض العقول، التي دام خيالها لعمر طويل، وهو يرسم صورة النصر المبين منقلباً على رأسه، وقدماه مرفوعتان إلى الأعلى!
إذن نحن أمام سيناريوهات، نتمنى أن تنتهي بانفراجة مفرحة لصالح الشعب العربي اللبناني، والذي يكفيه ما عاناه على مدى السنوات الطوال التي مرت، مستنزفة قدراته، وكرامته، وسعادته.
والله ينصر لبنان على كارهيه من بني القربى والأبعدين، ويجعل أيامه بلا اصطفافات مؤذية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حريق بيروت حريق بيروت



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل

GMT 12:22 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق اختبارات مسابقة "جولدن سينجر" للمواهب

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 23:40 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

إكسسوارات تمنحك الهدوء والراحة في غرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates