أفكار وخيالات زاهية «3  3»

أفكار وخيالات زاهية «3 - 3»

أفكار وخيالات زاهية «3 - 3»

 صوت الإمارات -

أفكار وخيالات زاهية «3  3»

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

في المساء، وعندما يصبح الزمن رمادياً، تجلس الأم متوسطة أطفالها، تشع عيناها ببريق الأمل، وتحكي للصغار عن قصص بعضها أقرب للخيال، عن ما بعد كورونا.
وتفيض لغتها بسيل هائل من المغريات، والمثيرات، والمدهشات، تقول لهم: سوف تنجلي الغمة عن قريب، وسوف نذهب معاً إلى المول، ونختار أهم المطاعم، وسوف نتناول أشهى المأكولات، ثم نعرج على أشهر محلات بيع الملابس، والماركات العالمية، وبعد ذلك نذهب إلى أماكن اللعب، وسوف تتمتعون هناك، وتتسلون، ثم نخرج من المول، ونذهب إلى الشواطئ الجميلة في المدينة، وهناك سوف تلتقون بالبحر، والذي يحتضن الطيور بمختلف أنواعها، ثم نعود إلى المنزل، لنخطط لليوم التالي، لرحلة إلى حديقة الحيوان، وهناك سوف تتمتعون برؤية الحيوانات التي تحبونها، وسوف تشترون أصلاب الموز، لتقدمونها هدية إلى القرود، والتي ستكون بانتظاركم، تتقافز بمرح، وبهجة، سعيدة بقدومكم إلى الحديقة بعد غياب طويل.
ولم يزل الصغار ينصتون بلهفة وشغف، إلى حديث الأم الودي، وترقص الابتسامات العفوية على محياهم المضاء بمصابيح الطفولة، وعند فراش النوم، ينط الصغار وقد امتلأت قلوبهم الغضة بالفرح الغامر، ويستعيدون كلام الأم، بغبطة وسرور، ناسين ذكرياتهم عن العزلة، والمكوث في المنزل لفترات طويلة.
وفي الصباح الباكر، وعند شروق الشمس، يستعد الصغار ليوم جديد، اكتسى ثوب الفرح الخيالي، وتهيأ كل واحد منهم ليروي الحكاية لأقرانه عبر شاشة اللابتوب، وقبل بداية الحصة الدراسية، ليكون التعليم عن بُعد، فرصة لاستدراج الخيال أكثر، واستدعاء قصة الليلة الفائتة، وبثها لزملاء الدراسة، وقبل أن يسمعوا صوت المدرس أو المدرسة اللذين يحثانهم على الانتباه، والدخول في صيرورة الدرس المقرر.
هذه حكاية تتكرر في كل يوم، وعلى الأمهات أن يكنّ على استعداد، لاستقبال حزمة من الأسئلة التي قد تكون مرهقة ومملّة، ولكن هذا شر لا بد منه، إنْ أردنا أن نغيّر من رتم الحياة اليومية التي فرضها كورونا على الجميع، وأصبح من الواجب على كل أم وأب أن يكون جندياً مثابراً، يقف في الصفوف الأولى لإزاحة قهر الوباء عن كاهل الصغار، والذين لم يستوعبوا بعد معنى أن يحافظ الإنسان على صحته، وصحة غيره، باحتفاظه بأكبر قدر من الصبر، والالتزام بالقوانين التي فرضت عليه من أجل حمايته، والمحافظة على حياته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفكار وخيالات زاهية «3  3» أفكار وخيالات زاهية «3  3»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل

GMT 12:22 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق اختبارات مسابقة "جولدن سينجر" للمواهب

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 23:40 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

إكسسوارات تمنحك الهدوء والراحة في غرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates