أغلقت الأبواب وجفت الصحائف

أغلقت الأبواب وجفت الصحائف

أغلقت الأبواب وجفت الصحائف

 صوت الإمارات -

أغلقت الأبواب وجفت الصحائف

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

ما الذي يجري في خيال كورونا، حتى أصبح المبهم الغامض، مما أشاع الأسئلة وأصبح العرافون والمنجمون، والمجدفون، يغرفون من بحار وسائل التواصل الاجتماعي سيلاً من الخرافات، ويقذفونها في الأسماع كأنها الزخرفة على وجوه قبيحة.
ما الذي يحدث وقد أصبح العالم المتقدم، والمتخلف على حد سواء على مائدة الوباء، وصار التخمين، والتضمين، والتسكين، لغة من فقد أبجدية قواعد اللغة في علم الطب، صار الأطباء أنفسهم، يرفعون الحواجب دهشة من هذا التطفل، والتسرب بين خيوط ملاءة الغافلين، والآمنين، والذين ينتظرون أن تنزل رحمة الله على البشر، وتنجلي غمة المرض اللعين، ومعه أكاذيب جيوش وسائل التواصل الاجتماعي، والتي انهالت على الناس بطوفان من الأخبار والأسرار، والتي يجهلها أصحاب المهنة، ويتبرأون منها، بينما يحملها غيرهم على الأكتاف مثل أكياس أسماك مجففة، وبائرة.
ربما لأن الفضاء العالمي صار مفتوحاً مثل دمل جسد مريض، فنزف قيح المتطفلين، وسال صديده، وامتلأت الأجواء بهذا الزيف، والحيف.. وارتجت أوداجهم من شديد الهستيريا، وما طرأ على خاطر هؤلاء من العبث بوجدان الناس، واللعب على أوتار الصدمة الهائلة التي أصابت الكبير والصغير.
ما الذي يحدث، حيث تحول العالم فجأة إلى مسرح لكوميديا فاشلة، وتراجيديا تتهجى أبجدية وجدان إنسانية، نام في فراشها فيروس، عقليات تهوى التسلية بعقول الناس، منتهزة سانحة ما يحدث من مهرجانات إعلامية، مختلطة بشظايا خوف، ممتزجة بلغة (المؤامرة)، والتي شب رحيقها، لمجرد إحساس الدول أنها أمام هول عظيم حطّم الثوابت، ودمّر الأسس، وحطّم نظماً اجتماعية، واقتصادية، وهشّم أحلاماً كانت تحلّق في وجدان العالم مثل الطفولة، كانت تلوّن وجه الطبيعة مثل نبوءات عفويّة، كانت ترسم على سبورة الحياة، صورة إنسان عصري، يستطيع أن يطأ وجه الشمس، بلمسة أصبع على طائرة خرافية.
ماذا يحدث في العالم، وقد سرق الوباء من وجوه الحالمين بترويع الناس الحياء، هؤلاء المرضى، ومدمنو الأكاذيب، ملأ زبدهم سواحل البسيطة، وصاروا أشد من الوباء على الناس، الذين ينتظرون ساعة الفرج وهي قادمة، ولابد للحياة أن تستمر، رغماً عن أنف كارهي الحياة، ومحبي القتامة، والغمامة، وعشاق العيش في مقابر الإحباط، وتثبيط الهمم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أغلقت الأبواب وجفت الصحائف أغلقت الأبواب وجفت الصحائف



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل

GMT 12:22 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق اختبارات مسابقة "جولدن سينجر" للمواهب

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 23:40 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

إكسسوارات تمنحك الهدوء والراحة في غرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates