أقنعة تسقط وأخرى تتمزق

أقنعة تسقط وأخرى تتمزق

أقنعة تسقط وأخرى تتمزق

 صوت الإمارات -

أقنعة تسقط وأخرى تتمزق

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

عندنا يأتي الحديث عن إيران، نجد أقنعة تتمزق وتغرق في مياه الخليج العربي، ونشعر أن هناك طفيليات تتهاوى على شطآن خليجنا الأغر، بفعل أفكار سوداوية خاوية، وبفعل عقول هربت من العقلانية لتسكن كهوف التحذلق، والتسلق، والتدفق حثالة عند حواف فناجين القهوة العربية.

اليوم، أصبح لدينا في الوطن العربي حزمة من الأعواد اليابسة التي ترسل دخانها الأسود الكثيف في الأجواء المضطربة، ولتبدو هي الشرارات التي تحرق الثوب العربي، وتحت ذرائع، وحجج، ومسوغات لا يبررها إلا الوعي الساقط في حضيض المواقف، والضمير الذي باع مشروعيته في سوق تجارة الممنوعات، والقيم التي سلخت جلدها، وأصبحت في العراء تنشد الاسترخاء على أرض حصوية تحرق الأبدان، وتسرق الوجدان، وتخرق جل الثوابت الوطنية والإنسانية.

لا أعرف كيف يمكن لإنسان يملك ذرة من الضمير، أن يتعاطف مع دولة مارقة على القوانين الدولية، سارقة حقاً من حقوق الإنسان العربي، وتجلس رهن قانون القوة على أرض عربية، وتدعي حقها ومشروعيتها لهذه الأرض.

الآن إيران تحتل، وتتسلل خلسة، وتحت جنح الظلام العربي، إلا أربع دول عربية، المهووسون من بني جنسنا يتابعون هذا السيلان الإيراني عن كثب، ويصفقون للمعتدي، ويتبارون في نعت هذا الوباء بالصفقة والمربحة، والتي ستقدم لهم القدس على طبق من ذهب.

زمن عربي يعيدنا إلى حروب الطوائف في الأندلس، وما تم على تلك الأراضي من مبايعات رخيصة للضمير، والعرض، والأرض. اليوم التاريخ يعيد نفسه، ويكرر نفس الحكاية، لأنه في العقل الجمعي العربي هناك فيروس لم يتم القضاء عليه، وأن تبعية الكاذب والمخادع لا زالت تكمن في هذا الوجدان الخرب والمدمر بفعل عوامل التعرية الفكرية التي تزورنا كل مرحلة من مراحل أزماننا.

الخارقون للعادة كثر، وينتشرون كالوباء على التضاريس، ويملؤون الأرض والسماء دخاناً خانقاً، وغباراً يفتك بالرؤية كما يهتك بالمشاعر، الخارقون يتناسلون مثل الجرذان التي لا يميتها حتى حمض الكبريتيك، لأنها تتكيف في أغلظ الأقوات وأشنعها مضاضة.

هؤلاء هم من شايعوا الشيطان، وسبحوا بحمده، شكراً وعرفاناً على ألوانه البراقة التي تخبئ تحت جلدها سم الأفاعي وحقد العقارب. هؤلاء هم من ساورهم الظن أن الطريق إلى القدس يبدأ من تقويض الأمن في الدول العربية، وخوض حروب الوكالة على كل بقعة أرض عربية تطالها مخالبهم وتنالها أنيابهم. هكذا هم يظنون، وقد خاب من أمن شر كل باطني أفاق، ومدلس، ومعتد أثيم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقنعة تسقط وأخرى تتمزق أقنعة تسقط وأخرى تتمزق



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 18:28 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

"الشارقة للثقافة العربية اليونسكو"لـ صنبر

GMT 18:42 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أنور المشيري يطرح ديوانه الشعري الأول "مراية الروح"

GMT 18:17 2013 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة ألمانية تكشف تزايد الهجمات الإلكترونية على الشركات

GMT 07:46 2015 الأربعاء ,20 أيار / مايو

"كهرباء دبي" تنجز مواءمة خطتها الاستراتيجية 2021

GMT 06:52 2013 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عبدة وأبو ماضي يتحدثان عن إثر "حرب أكتوبر" في قصصهم

GMT 13:54 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

خبير التجميل ميمو يوضح أسباب تكريمه في مصر

GMT 23:44 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر سيتي يفكر في إعارة دانيلو خلال الميركاتو الشتوي

GMT 20:54 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

منتجعات التزلج على الجليد تستعد لاستقبال عشاق الشتاء

GMT 09:51 2014 الإثنين ,18 آب / أغسطس

4 أسلحة لمحاربة رطوبة الجو في المنزل

GMT 09:37 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

صداقة تجمع بين غواص مسن وسمكة بوجه إنسان منذ 10 سنوات

GMT 11:08 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ماجد ناصر يقود شباب الأهلي إلى نهائي كأس الخليج العربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates