أحلام ما بعد الجائحة

أحلام ما بعد الجائحة

أحلام ما بعد الجائحة

 صوت الإمارات -

أحلام ما بعد الجائحة

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر، على الجائحة، توسعت حدقة الأحلام، وصارت مثل جداول تنهمر على النفوس، وتصدر خريراً يوقظ الضمائر، ويدق طبول الوعي باتجاه عالم ما بعد الوباء، ومجتمع ما وراء الجائحة.
نتصور دوماً أن الجائحة ستمر، وأن ما يحدث الآن، سيصبح جزءاً من الماضي، والمهم في الأمر، ماذا أعد الناس للمستقبل القريب؟ لا شك في أن ما كان عليه الناس قبل الجائحة لن يكونوا عليه في ما بعدها، فالزلزلة الوجدانية التي نخرت في الضلوع، والجلجلة التي غاصت في النفوس لابد أن تحفرا في العقل الباطن ما هو رمادي، ولابد أن تظل صورة الوباء ماثلة أمام العقل، كأحفورة تذكر الناس بتاريخ مر من هنا، وترك أثراً غير حميد، ثم ذهب.
ولكن ولأن الإنسان هو الكائن الخيالي الوحيد في هذا العالم، فهو يظل يمارس لعبة الخيال بجودة منقطعة النظير، ويقبل على الحياة بضمير لا يسلو، ولا يخلو من الدراما الفنية، والتي يتم تصويرها في معمل فني راقٍ وجدير بصناعة أفلام ذات قيمة عالية تجعل من الإنسان وكأنه يجلس في حديقة غناء ومن حوله تحلق الطيور، وتزقزق العصافير، وتغرد البلابل، ويهدل الحمام، والنوارس في البحر تحدق في الموجة، وهي تطارد الزعانف الزاحفة بين الموجات، كأنها الحلم نفسه.
ما بعد الجائحة هناك أحلام تمر من هنا، من بين الرموش، وثنيات الأفئدة، هنا في عالم يبدأ في التشكل من جديد، من أجل حياة أوفر، وإنسانية تستعيد بياض المهج، ونقاء السرائر، وصفاء العقول.
هنا وهناك، وفي كل بقعة من العالم، تبدو الخليقة تستعيد نشاطها، وترتدي قميص الفرح، وترفل بربطة عنق زاهية، ثم تبرز في الوجود كأنها الوردة البرية، تلملم شالها، وتضع الوشاح الزهري على كتلتها الندية، وتمضي.. تمضي في الحياة مبتهجة، ومتخلصة من الشوائب المرضية، متحررة من غضون المرض وتلافيف أدوائه، ذاهبة إلى الحياة بعفوية الإنسانية، وفطرتها المؤدلجة بالشفافية.
كل إنسان على وجه البسيطة، يقول سنعود، وسوف تستمر الحياة، وتضاء مصابيح الفرح في كل مكان، وترتع الغزلان في الحقل، وتمسح خدها على العشب القشيب. 
سيحدث هذا في القريب، بإذن الله تعالى، لأن تفاؤل الإنسانية يسبق تشاؤمها، وابتسامتها أكثر اتساعاً من عقيدة الحزن واليأس

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحلام ما بعد الجائحة أحلام ما بعد الجائحة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل

GMT 12:22 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق اختبارات مسابقة "جولدن سينجر" للمواهب

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 23:40 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

إكسسوارات تمنحك الهدوء والراحة في غرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates