النهر الكبير

النهر الكبير

النهر الكبير

 صوت الإمارات -

النهر الكبير

بقلم : علي ابو الريش

التفاؤل نهر روسيا العظيم، بل أعظم من نهر الفولجا، وأشف من مياهه التي تخترق قارة روسيا من أقصاها إلى أقصاها.
عندما تمضي في شوارع موسكو، تتلقفك الابتسامة واسعة الظلال، وتحتويك، وتأخذك إلى عوالم سحرية، ومبهرة، وتسلبك منك فلا تجد نفسك إلا في خضم التفاؤل المزدهر، والشفافية الزاهية، تبدو أنت مثل فراشة تهفهف بأجنحة الفرح على وريقات من حرير الوجدان الإنساني الذي لم تخذله كل الانكسارات التاريخية التي عمت العالم، وكسرت أغصان الشجرة الإنسانية العملاقة.
تمضي في الشارع، وتصاحبك نسمات الصباح، وفي المقابل هناك ابتسامات، تشرق من جهة الوجوه السمحة، هناك نظرات تطل عليك مثل إطلالة الورود من بين شفة البساتين المترعة بما أنزل الله من عذب، وجذب، وحدب، هناك في المكان البعيد من الوجدان تبدو الحياة مثل نخلة وارفة، تزف جوهر ما للطبيعة من عفوية، وبراءة، وفطرة، لم تخدشها سكين العواقب التاريخية، هناك في أي شارع، أو زقاق، ترفل الحياة بوجوه لم يلحقها بطش الكآبة، ولم يلمسها رهط العُصاب القهري.
روسيا التي عانت من حضيض السياسة ورضيض التطرف في فترة ما من تسعينيات القرن الماضي، تنهض اليوم، بقوة الإرادة، وحب الحياة، وتنفض عن نفسها غبار السنين، لتقول للعالم أنا هنا، روسيا المنفتحة على الآخر، مشرعة الأبواب، والنوافذ، أقدم لكم هذا الشعب المنحدر من فسيفساء اندمجت فيها الاثنيات، والعرقيات، والدينيات، في بوتقة الحلم الواحد، حلم العالمية، وإنسانية الفكر والاقتصاد، والوجدان، الأمر الذي جعل من هذا البلد «القارة» يثب باتجاه الدنيا مثل جواد أصيل أبى إلا أن يكون في صلب المشهد العالمي، لينتهي به الأمر، إلى واحة خضراء مخضبة بحناء التفاؤل، وفرح الانفتاح، وانشراحة المكان، لتصبح روسيا اليوم، محط أنظار محبي الحياة، والجمال، وعشاق تسلق جبال المعرفة.
في هذا البلد العريق، تكتمل الصورة المدهشة، عندما تقف في ميدان من ميادينها الشاسعة، ومعك خاتم غربتك، وكذلك رغبتك في الاندماج مع كون أشبه بالتضاريس المفتوحة على آخرها من دون حدود، أو أسئلة مبهمة، تكون أنت في هذا المكان، مثل رسام يطل على لوحة ملونة بالفرح، وخطوطها مثل خيوط الجداول في أحشاء الأرض.
تقف، وتتأمل، ومن حولك، الابتسامات، تحيطك، بالأمان، فتشكر روسيا على جهودها في كبح نوازع التطرف، والإرهاب، تشكرها لأنها أيقظت في العالم، روح المحبة، عندما عرفت كيف تصطاد الأمل، وكيف تروغ عن نفسها ما يعكر وجدان البشر، وما يضر بمستقبل الأجيال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النهر الكبير النهر الكبير



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 18:28 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

"الشارقة للثقافة العربية اليونسكو"لـ صنبر

GMT 18:42 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أنور المشيري يطرح ديوانه الشعري الأول "مراية الروح"

GMT 18:17 2013 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة ألمانية تكشف تزايد الهجمات الإلكترونية على الشركات

GMT 07:46 2015 الأربعاء ,20 أيار / مايو

"كهرباء دبي" تنجز مواءمة خطتها الاستراتيجية 2021

GMT 06:52 2013 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عبدة وأبو ماضي يتحدثان عن إثر "حرب أكتوبر" في قصصهم

GMT 13:54 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

خبير التجميل ميمو يوضح أسباب تكريمه في مصر

GMT 23:44 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر سيتي يفكر في إعارة دانيلو خلال الميركاتو الشتوي

GMT 20:54 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

منتجعات التزلج على الجليد تستعد لاستقبال عشاق الشتاء

GMT 09:51 2014 الإثنين ,18 آب / أغسطس

4 أسلحة لمحاربة رطوبة الجو في المنزل

GMT 09:37 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

صداقة تجمع بين غواص مسن وسمكة بوجه إنسان منذ 10 سنوات

GMT 11:08 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ماجد ناصر يقود شباب الأهلي إلى نهائي كأس الخليج العربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates