الفزعة
آخر تحديث 17:57:50 بتوقيت أبوظبي
الثلاثاء 25 شباط / فبراير 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الفزعة

الفزعة

 صوت الإمارات -

الفزعة

بقلم : علي ابو الريش

في الماضي كانت الأزقة تمد سواعدها لتطل البيوت على بعضها البعض، ويتلمس الجار حاجة جاره، فما أن يئن قريب حتى تتداعى له سائر الأفئدة لرفع الضيم وكشف الهم ورفع الغم ومنع السقم. كانوا يهبون هبة رجل واحد إذا ما ألمّ مكروه بصاحب أو صديق، ويثبون كالجياد في رفع الحمل الثقيل عن ضعيف كلّت قدرته عن حمل ما لا يستطيع حمله، كانت ركابهم تخب باتجاه من يستغيث، ومن يطلب العون والمساعدة، وكانت (الفزعة) سمة من سمات أهل النخوة والشيم الرفيعة، فتأتي الريح، وتطيح بسقف الخيمة، وتخسف بجريدة الفناء، ولكن السواعد السمر كانت الأوتاد والعماد لدرء الخطر ومنع النذر، وكبح جماح الحاجة عن كل مستضعف، كانوا بهمة البنيان المرصوص، يعيدون المياه إلى مجاريها، ولا يدعون خاطراً مكسوراً ولا قلباً محسوراً، كانوا البيان والبنان، الذي يشير إلى مجتمع الأحلام الزاهية، والأمنيات الثرية بقيم الناس الأوفياء، اليوم والوطن يذهب إلى مناطق تتسع فيها تضاريس الطموحات، وتكبر أشجار النمو الاجتماعي، فكان لابد من رسم صورة (الفزعة) على شكل يلائم المرحلة، ويتناسب مع احتياجات مجتمع التنوع الثقافي، فجاءت فكرة التكافل الاجتماعي لتعبر عن نفس فكرة الفزعة، ولكن بصيغة الحاضر الذي لم يجنح وإنما يطمح لأن تكون العلاقة بين الأفراد ضمن منظومة تسير في حياة الناس، مثل ما هي المجموعة الشمسية المحروسة بقدرة الخالق الباري، ولأن الإنسان هو خليفة الله في أرضه، فإن القوانين التي تصدر عنه إنما هي قوانين منحتها السماء للإنسان كي يمضي في حياته ضمن أسس موضوعية، وثوابت علمية وقيم لا تخالف المآثر، وإنما تطورها وتزهيها بقناديل العلم، وتعبقها بعطر الأفكار المجللة بوعي الناس ورهافة مشاعرهم، وشفافية أحاسيسهم وحيوية ثباتهم، نحو كل ما يخدم المصالح العامة، ويحفظ مكتسبات الوطن، ويحمي المواطن من العوز وشظف العيش.

الفزعة هي الشجرة التي نمت وترعرعت وأزهرت وأثمرت، وأنتجت فكرة التكافل الاجتماعي في بلادنا، حتى أصبحنا بلد الانتماء إلى السقف الواحد الذي يمنع اللظى عن الكل، ويدفع الأذى عن المجموع، ويجعلنا جميعاً في حياض تحميها الألفة، وتطوقها قلائد المحبة، أصبحنا اليوم في خيمة عوارضها من ذهب النفوس الأبية، وأوتادها من عقيق القلوب الوفية، ونسيجها من حرير العادات التي لم يبرح مكانها إلا وهي ترفل بسندس القديم وإستبرق الجديد، وها نحن ما بين النهرين نروي حكايتنا مع الرقم واحد في كل شيء.

المصدر : جريدة الاتحاد

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفزعة الفزعة



GMT 13:47 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

العودة للمدارس

GMT 13:47 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

هلا.. بالمدارس

GMT 13:45 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

لأمهات الشهداء.. ألف.. ألف تحية

GMT 13:44 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

وقل "ليتني شمعة في الظلام"!

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 18:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 19:07 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الإسكان يطالب بالتركيز على الإسكان المتوسط

GMT 21:53 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

الفنان محمد رياض يحل ضيفًا علي برنامج "90 دقيقة"

GMT 22:59 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"أونيما"رؤية يونانية وأطباق متوسطية بنكهة آسيوية

GMT 23:57 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

نادي ريال مدريد الإسباني يشيد بلاعبه توني كروس

GMT 13:05 2013 الثلاثاء ,27 آب / أغسطس

هدم عقارية الستين وتصميم مبنى بديل

GMT 17:40 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

7 علاجات طبيعية وفعّالة لمعالجة تساقط الشعر الجاف

GMT 04:16 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بلقيس فتحي تـطرح أغنيتها الجديدة مزاجنجي

GMT 09:52 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

مصر تنتظر أكثر من مليون سائح روسي هذا العام

GMT 11:31 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:31 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

بث حفلات الأوبرا على التليفزيون المصري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates