العقل زينة وخزينة

العقل زينة وخزينة

العقل زينة وخزينة

 صوت الإمارات -

العقل زينة وخزينة

علي ابو الريش

يقول الحكماء «إذا كان العقل مستبداً فالصحوة مستحيلة» ونحن الآن أمام عقل مستبد متبدد متقدد، مستعد لأن يحرق الحقل والسهل والنخل في سبيل التشبث بفكره، حتى وإن كانت بائرة خائرة، لأن الأنا أصبحت جزءاً من ركام التاريخ، والأفكار مبعثرة في زحام الحشر المتهور.. في الآونة الأخيرة، طرح موقع 24 سؤالاً حول موضوع النقاب، فثارت ثائرة، الذين يمسكون بالأفكار من أطرافها، ثم يحيكون حولها، الحكايات والروايات، ويسفون وينسفون، ويتعسفون ويخسفون، ولا يتأسفون على فعل قد يطيح بقضايا جوهرية، تهم الوطن وهي جزء من عماده وعتاده، ألا وهي قضية الأمن واستقرار القلوب في وعاء النفس الراضية المرضية.. الدكتور علي بن تميم طرح الأسئلة حول النقاب ولم يفتِ الرجل ولم يرتكب الخطأ حين اقترب من حافة النقاب، ولكن البعض يبدو أنه مشحون مطحون، مسحوق، مفتون بإشاعة الفتن ما ظهر منها وما بطن، هذا البعض لا يقبل أبداً التحرر من السقف الخفيض الذي وضعه لنفسه ولا يرضى البتة الخروج من سجن الأفكار المسبقة والتي هي مفسدة للعقل ومهلكة للإنسان، وإلا كيف يمكن أن تتحول الحوارات من نقاش في قضية، إلى نعوت وأوصاف مشخصنة، وألفاظ بذيئة وكلمات نابية، في حق رجل أكاديمي، درس أبناء، وخدم في بناء الشخصية الوطنية سواء في جامعة الإمارات أو في مجال عمله الحالي في مشروع كلمة الرائد.

 

السؤال حول أي قضية، حق مشروع، شرعه الخالق لعباده، ومن يتبصر في القرآن يجد ذلك جلياً، ويا ليت قومي يعلمون، بقيمة السؤال الذي يفتح نافذة العقل، لتبقى مشرعة، للوعي بالذات والكون وكل ما يخص الإنسان.
وهذا أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، يسأل الخالق بشفافية العبودية للمعبود.. «ربي أرني كيف تحيي الموتى.. قال أولم تؤمن.. قال بلى ولكن ليطمئن قلبي».

حوار مع الخالق جل وعلا، يضع الإنسانية أمام مسؤولية السؤال لأجل الوعي بقيمة الأشياء، ولأجل الإمساك بالحقيقة من دون إسفاف أو ارتباط بالزيف، ومراوغة العقل، والمداورة حول الوهم والخرافة.. الذين يرفضون الحوار البنّاء إنما يرفضون دور العقل ومن يرفض العقل إنما يخرج عن طاعة من أوضع العقل كميزان يقود إلى القسطاس المستقيم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقل زينة وخزينة العقل زينة وخزينة



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 19:32 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 11:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 00:07 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أحدث صيحات حفلات الزفاف في ربيع 2020

GMT 16:16 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مميزة بالملابس المنقطّة تناسب الحجاب

GMT 19:49 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أبل تقر بمشكلة في هواتف "آي فون 6 إس"

GMT 21:36 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

الشيخ سعود بن صقر القاسمي يستقبل القنصل الكندي

GMT 18:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تشجّع النساء على القيام بالأنشطة الرياضية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates