هل من تحديث لأجندة التنمية المستدامة
آخر تحديث 00:44:25 بتوقيت أبوظبي
الخميس 8 أيار ـ مايو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

هل من تحديث لأجندة التنمية المستدامة؟

هل من تحديث لأجندة التنمية المستدامة؟

 صوت الإمارات -

هل من تحديث لأجندة التنمية المستدامة

بقلم:د. آمال موسى

عندما يكون السقف الزمني المحدد لبلوغ أي نتائج أو أهداف بعيداً وتفصلنا عنه سنوات، فإنَّنا عادة ما نتوسع في رسم الأحلام ورفع سقف الانتظارات والنجاحات. كأنَّ بالمسافة الزمنية الطويلة الفاصلة تمنحنا حرية الحلم والتوقع.

غير أنَّه بمجرد بداية العد التنازلي الزمني واقتراب الموعد والتاريخ المحدد، فإنَّ الأمر يختلف شيئاً فشيئاً. في هذا السياق، من المهم التذكير بأنَّه قبل هذه الأجندة كانت هناك أجندة أخرى، واضطر المجتمع الأممي لتقديم أجندة أخرى، فكانت أجندة تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.

هذه الديباجة أردناها مدخلاً لتناول أجندة تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي لا تفصلنا عنها سوى ست سنوات لا غير، ولا نعتقد أنَّ الفترة المتبقية تكفي لتحقيق أهداف في مستوى ضخامة أهداف التنمية المستدامة.

طبعاً، وكي نتوخى الصراحة المطلوبة لا ننكر أن الموعد المضروب أممياً لسنة 2030 لا يكفي من البداية لتحقيق الأهداف، ولكن في النهاية ولتحقيق الفاعلية لا بد من تحديد تاريخ، وأغلب الظن أنَّ الهدف غير المعلن هو التقدم في تحقيق هذه الأهداف، لأنَّ إحراز التقدم في حد ذاته يمثل نجاحاً وإصابة للأهداف المرسومة.

إذن، من الواضح أنَّنا لا نقصد البتة أنَّ الاتفاق الأممي حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحديد تاريخ لذلك كان يقوم على مقاربة مثالية يقينية واثقة بأنه في عام 2030 ستنتقل البشرية إلى عالم مثالي لا جوع فيه ولا فقر ولا أميّة. فالمعنى الواضح والمسكوت عنه أنَّ التحدي يكمن في إحراز تقدم وخلق تنافسية بين الشعوب والدول.

هذا مفهوم. بل إنَّه منطقي جداً. ولكن المشكل ليس عدم بلوغ تمام الأهداف، بل في التراجع بدل إحراز التقدم. ذلك أنَّ الهدفين الأولين على سبيل المثال: الهدف المتصل بالقضاء على الفقر والهدف المتعلق بالقضاء على الجوع، كلاهما قد ازداد تفاقماً خلال السنوات الأخيرة، واليوم العالم غارق في الأزمات الاقتصادية، وفي تزايد عدد المهمشين والفقراء... ومن ثمة، فإن تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والشعار «لا أحد خلف الركب»؛ كلها باتت محاطة بالاستفهامات.

أمام هذه التعثرات التي شهدتها الأجندة يصبح لا معنى لمواصلة السباق نحو 2030، والحال أنَّ أزمة «كورونا» فعلت بالشعوب عامة والشعوب ذات الصعوبات الاقتصادية خاصة ما فعلت من شلل اقتصادي ومن تضرر المؤسسات الصغرى والمتوسطة. من دون أن نشيرَ إلى الحرب الروسية الأوكرانية، وآثارها الاقتصادية، وأيضاً تغييرات المناخ وما ينجر عنها من ضرر مضاعف للفئات الهشة، ومن تهديد للأمن الغذائي في بلدان كثيرة.

فالوضع ازداد صعوبة، مقارنة بما كان عليه العالم لحظة وضع هذه الأجندة. لذلك، فإنّه من المهم عدم انتظار تاريخ 2030 والقيام بتعديلات ومراجعة وتحيين (تحديث). وهنا لا بد من تجاوز مقاربة السقف العالي، ووضع مؤشرات وحد أدنى من مسار بلوغ كل هدف من الأهداف السبعة عشر. ولا بد أيضاً من تحديد نصيب كل طرف دولة وقطاع خاص ومجتمع مدني في تحقيق الحد الأدنى المضبوط بدقة متناهية. وهنا، نقصد مؤشرات كمية باعتبار أن مدونة الأهداف لا تخلو في الحقيقة من مؤشرات، ولكن من الصعب إخضاعها للقياس الكمي. بمعنى آخر؛ فإن المطلوب هو أن تعرف كل دولة كم يجب أن تحقق، وأن توضع مجموعة من تواريخ دورية للتقييم بشكل يمكن الأمم المتحدة من تحديد نقاط كل دولة بشكل كمي موضوعي مبني على البيانات في كل سنة، مع تحديد إسهامات الأطراف الثلاثة المعنية بتحقيق أهداف التنمية المستدامة في كل بلد.

بلغة القانون نحن في حاجة إلى تنقيح لأجندة تحقيق أهداف التنمية المستدامة بشكل يتسم بالواقعية والمصداقية والطموح المعقلن.

في الحقيقة، فإن العالم يحتاج إلى التنمية المستدامة، ومن الجيد القول إن استيعاب أهدافها ومنهجيتها قد قطعت فيه الإنسانية الخطوات الجيدة، ولكن فلسفة التنمية المستدامة قامت على فكرة القضاء على الفقر والجوع والتعليم الجيد والصحة، وتقوم بشكل مرئي على تحقيق فعلي لحقوق الإنسان. لذلك؛ وأمام ضخامة هذه الأهداف، وبحكم تفاعلها مع الأحداث والتغييرات، وتأثرها إيجاباً وسلباً، فإن المنطق يفرض علاقة ديناميكية في بناء هذه الأجندة، وتقييم مستمر لقدرات البلدان في مدى الإيفاء بالأهداف المتعهد بها.

طبعاً، رغم كل شيء، يظل نجاح الإنسانية في وضع هذه الأجندة المتكاملة الشاملة الرؤية يعد هدفاً تم بلوغه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل من تحديث لأجندة التنمية المستدامة هل من تحديث لأجندة التنمية المستدامة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 19:17 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إدارة الوحدة تناقش ملف فريق الكرة في أبوظبي الثلاثاء

GMT 21:31 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

مسح شريط تلاوة للحصري من مكتبة الإذاعة

GMT 04:49 2015 الجمعة ,23 كانون الثاني / يناير

قناة إعلامية وإذاعية لجامعة جنوب الوادي على الإنترنت

GMT 08:31 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 15:38 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

مجدي بدران يكشف جرائم استغلال الأطفال الأيتام

GMT 01:45 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"

GMT 23:21 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

المتحدث باسم روني يكشف تفاصيل توقيفه في مطار واشنطن

GMT 12:43 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللبنانية نور صعب تستعدّ لخوض تجربة درامية جديدة

GMT 23:22 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

شباب أهلي دبي يحل ضيفًا على اتحاد كلباء الخميس

GMT 17:31 2018 الأربعاء ,08 آب / أغسطس

اتيكيت تناول الشوربة و الحساء بطريقة مميزة

GMT 11:51 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض الشارقة للكتاب يناقش جماليات الموسيقى العربية

GMT 20:27 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

الكشف عن لعبة "Mirror Edge Catalyst" وإتاحة التسجيل

GMT 03:49 2015 الخميس ,17 أيلول / سبتمبر

إنجاز 53% من محطة براكة للطاقة النووية في أبوظبي

GMT 03:57 2015 الإثنين ,27 تموز / يوليو

الجاسر يفتتح "معرض الفنان ناصر الموسى" في جدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates