كلب هرم خفرع شجاع أم متهور

كلب هرم خفرع شجاع أم متهور؟!

كلب هرم خفرع شجاع أم متهور؟!

 صوت الإمارات -

كلب هرم خفرع شجاع أم متهور

بقلم -طارق الشناوي

 

«إنه يفعل ما نحلم به، لا نكتفى بأن نتماثل معه، بل نتقمصه.. وعندما نصفق له، فإننا فى الحقيقة نصفق لأنفسنا».. هذا هو تحليلى لحالة الزهو التى شعرنا بها ونحن نتابع الكلب البلدى الذى صار فى لحظات تريند (الميديا) فى العالم.

كثيرًا ما تعاملنا مع الكلب البلدى بازدراء وفضلنا عليه (الأرمنت). وهناك رواية غير مؤكدة تشير إلى أن الأرمنت أصله أيضا مصرى، بينما رواية أخرى تميل أكثر إلى أنه نتاج الزواج بين الكلاب البلدى والكلاب الأجنبية، اصطحبها أحد المهندسين الفرنسيين معه إلى مصر عندما كان يتم تشييد مصنع للسكر فى أرمنت، ومن هنا جاءت التسمية.

فى كل الأحوال، بطل حكايتنا هو كلب بلدى أصيل، لم تكن قطعًا المرة الأولى التى يتواجد فيها داخل منطقة الأهرام، وغالبا لم تكن الأولى التى حاول فيها الصعود إلى قمة الهرم، إلا أنها مؤكد المرة الأولى التى ترصده فيها الكاميرا من أعلى.. هل شعر الكلب الذى تسلق إلى قمة هرم خفرع بحالة من الفخر والكل يضعه فى حدقة العين باعتباره قدم للسياحة المصرية أكثر مما تفعله كل الأجهزة المنوط بها الدعاية لمصر؟.

ما الذى من الممكن أن يدفع الكلب للصعود، البعض يقول إنه كان يلعب مع بعض العصافير، وحاول مطاردتها، وهى ببساطة تستطيع الوصول للقمة فى ثوانٍ، من الممكن أن دافعه هو أنه شم رائحة لحم مثلًا وتصور أنها فى أعلى الهرم، ثم عندما وصل اكتشف أنها خدعة، فقرر الهبوط مسرعًا، ممكن أيضًا أنه لا يتمتع بالحصافة المطلوبة، كلب متهور لا يدرى عاقبة ما يفعل، وما نعتقد نحن أنه شجاعة، لا يمت للشجاعة بصلة، ولكن مجرد كلب فى مرحلة المراهقة لا يدرى عواقب ما يفعل.

الخوف ظاهرة تعرفها كل الكائنات الحية، والحفاظ على الحياة واحدة من سمات كل من خلقه الله، هل رأيتم مثلًا كلبًا أو قطًا أو فأرًا يرى النيران ثم يلقى نفسه داخلها؟.

تابعوا كيف يقفز القط من شرفة نافذة، يختار نقطة محددة يشعر فيها بالأمان فيقرر أن يلقى بنفسه منها، بعد أن يحسبها بدقة، بينما الكلب يدرك غريزيًا أنه لم يخلق للقفز، يحوم فقط فى المكان ثم يتراجع، وينتظر ظرفًا آخر أكثر أمانًا.

الكلاب غير مهيأة للقفز على الأحجار بهذه البساطة، هذا الكلب غالبًا، لا يملك قدرة ذهنية تدفعه للتراجع عن تلك المخاطرة ولهذا فعلها.

فى العديد من المهرجانات الدولية الكبرى، مثل (كان) وغيره تقام مسابقة قبل حفل الختام، ويمنح أفضل كلب شارك فى بطولة فيلم جائزة (العظمة الذهبية)، ومن أشهر من حصلوا عليها قبل نحو ١٣ عامًا الكلب الذى شارك فى بطولة الفيلم الفرنسى الصامت (الفنان)، كما أن الفيلم حصل بعدها على خمس جوائز أوسكار.

الكلب مدرب، وغالبًا هناك أكثر من كلب لها نفس الملامح تشارك فى الأداء، وفى النهاية تلك حيلة مخرج، ومعه مدير تصوير ومونتير، نجحوا فى اقتناص اللقطة المعبرة.

الكلب لا يملك القدرة على فن الأداء الدرامى، قطعًا، كما أن معدل الذكاء يختلف بين إنسان وآخر، فهذا أيضا ينطبق على كل الكائنات، ومنها الكلاب، إلا أنه لا يوجد كلب قرر أن يصعد لقمة الهرم عامدًا متعمدًا، ويستحق الجائزة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلب هرم خفرع شجاع أم متهور كلب هرم خفرع شجاع أم متهور



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates