الرياض عاصمة العالم مرة أخرى
آخر تحديث 21:34:53 بتوقيت أبوظبي
السبت 5 نيسان / أبريل 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الرياض عاصمة العالم... مرة أخرى

الرياض عاصمة العالم... مرة أخرى

 صوت الإمارات -

الرياض عاصمة العالم مرة أخرى

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

 

التاريخ ليس صدفةً، وأحداثُه ليست تراكماً عبثياً، بل هو صيرورةٌ بشرية وسياق زمانيٌّ ومكانيٌّ، له معنى ومنطق، تتراكم فيه التجاربُ لتصبح خبرةً، والخبرات لتصير معرفةً، ومن يحسن فهمَه واستيعابَ دروسه يستطيع التعاملَ مع الواقع المعيش بسهولة، واستشراف المستقبل بكفاءة.

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أنَّه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على بدء المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وقال إنَّه يتوقَّع على الأرجح أن يلتقيَ هو ونظيره الروسي بوتين في السعودية، وإنَّها ستكون بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقد رحَّبتِ السعودية باستضافة هذه القمة التي ستضع حداً للحرب الروسية - الأوكرانية التي كادت توصل العالم لحربٍ عالميةٍ ثالثةٍ تأكل الأخضر واليابس.

قبل سنواتٍ عشرٍ كتب كاتب هذه السطور في 31 يناير (كانون الثاني) 2015 في هذه المساحة مقالة حملت عنوان: «الرياض (عاصمة) العالم»، وجاء فيها: «السعودية بلد الاستقرار في منطقة تعج بالفوضى، وبلد الأمان في منطقة يتخطفها الإرهاب، وكل من يريد استقراراً وسلاماً ورخاء للعالم، فهي وجهته الأولى ومحطته الأهم، وهذا ما سيزيد رسوخاً وحضوراً في المشهدين الإقليمي والدولي في المستقبل القريب...». السعودية دولة كبرى في المنطقة والعالم، أسهمت على مدى عقود في ترسيخ الأنظمة الدولية ودعم السلام حول العالم، وهي تملك التأثير القوي في مشكلات العالم وصراعاته، وما أشبه الليلة بالبارحة، وما كان بالأمس توقعاً أصبح اليوم حقيقةً يشهدها العالم أجمع. الرؤية السعودية التي يقودها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، أذهلت العالم وأصبحت أنظاره ممدودة نحو السعودية، والنتائج هي ما نشاهده من مواجهة مستمرةٍ للتحديات، وصناعة التاريخ، وبناء المستقبل.

ترمب الجديد ليس هو ترمب الأول؛ فهو يريد أن يصنع في السياسة ما صنعه في عالم الأعمال؛ كونه مليارديراً عصامياً، ولكنه ينسى أن السياسة ليست تجارةً، وفي عناصرها ما هو أقوى وأعمق من التجارة، كالهوية والوطنية والدين والتاريخ.

يقول المثل العامي: «اضربه بالموت... يرضى بالسخونة»، وهكذا يصنع ترمب. وكمثال، فطرحه حول غزة كان في البداية حازماً وصارماً ويبدو نهائياً، يشمل استيلاء أميركا عليها وتحويلها إلى «ريفييرا» جديدة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ومارس ضغوطاً كبيرةً على الأردن ومصر، ثم عاد ليعلن قبوله بخطة سلام عربية، ليعود وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، فيؤكد أن «واشنطن ستمنح البلدان العربية فرصة للتوصل إلى خطة بديلة بشأن غزة، بعد رفضها مقترح ترمب».

هدف نتنياهو واليمين الإسرائيلي هو تصفية القضية الفلسطينية نهائياً، ولهذا فقد غضَّ الطرف عن انقلاب «حماس» 2007 على السلطة الفلسطينية، وضمن أن تستمر في شق الصف الفلسطيني، ويسَّر لدولة عربيةٍ أن ترسل دعماً مالياً لـ«حماس» يمرُّ بالكامل عبر «البنوك الإسرائيلية»، وضمن من خلال ذلك استمرار تحدِّيها للسلطة الفلسطينية. ومن هنا، فإن أي حلٍّ عربيٍّ وإسلاميٍّ ودوليٍّ للقضية الفلسطينية يجب أن يكسر تحالف الأعداء بين اليمين الإسرائيلي وحركة «حماس».

السعودية دولةٌ مؤثرةٌ، ويعلم ترمب جيداً أنها ساهمت في إسقاط «استقرار الفوضى» المدعوم من أوباما فيما كان يعرف بـ«الربيع العربي». وانعقاد القمة بينهما في الرياض يشكل لحظة تاريخية مهمة، بحيث أصبحت السعودية رمانة الميزان للعالم؛ فيها تُصنع التحالفات، وتُعقد القمم، وتُرسم الاستراتيجيات، وتُعقد المفاوضات... هذا وهي بعدُ لم تستخدم كامل عناصر قوتها.

من كان لا يعرف معنى السياسات والاستراتيجيات تجاه القضية الفلسطينية، فليعلم أن «منظمة التحرير» عانت كثيراً حتى وصلت لاتفاقية أوسلو 1993 التي منحت للفلسطينيين أملاً في دولةٍ وحكومةٍ واستقلال، ودعمتها الدول العربية قاطبةً في 2002 عبر «المبادرة العربية» التي طرحتها السعودية في دعم «حل الدولتين»، وهو ما سعى «اليمين الإسرائيلي» مع نتنياهو إلى تقويضه، وسعت معه بنفس الجهد حركة «حماس» عبر توجهها العام مع «جماعة الإخوان المسلمين»، أو بعد انخراطها الكامل في التبعية المطلقة لـ«محور المقاومة».

أخيراً، فالخطر الحقيقي اليوم ليس الخروج من عنق الزجاجة فيما يتعلق بغزة، بل هو في تكرار النموذج «اليميني الإسرائيلي/ الإخواني»، وصناعة صراعاتٍ تستمر لعقودٍ قادمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرياض عاصمة العالم مرة أخرى الرياض عاصمة العالم مرة أخرى



GMT 21:20 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

خولة... لا سيف الدولة

GMT 21:19 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

انتصارُ أميركا على الحوثي لا يكفي

GMT 21:18 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

أميركا وإيران... سياسة «حافة الهاوية»

GMT 21:18 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

وزارة تشبه سوريا

GMT 21:16 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

ضرَبِتْ فى وشه!

GMT 21:15 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

سعد الناس

GMT 21:15 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

النصائح وأصحابها الأشرار

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 09:49 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تتويج الإسطبل الأحمر في نهاية سباق الخيل السنوي الكبير

GMT 21:47 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز الأفكار لتنسيق الديكورات الخشبية لشاشات التلفاز

GMT 23:30 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

محمد عساف يحيي حفلًا غنائيًا في الرياض الثلاثاء المقبل

GMT 20:11 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

الشيخ حمدان بن راشد يحضر أفراح الغفلي والكتبي في دبي

GMT 16:51 2013 الجمعة ,27 أيلول / سبتمبر

الدوحة تصدر عبقرية محمد لعباس محمود العقاد

GMT 14:57 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

تجارب فنية جديدة في الدورة الثانية عشر من بينالي الشارقة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates