«خُذ عقوبتك وامشِ»

«خُذ عقوبتك وامشِ»؟!

«خُذ عقوبتك وامشِ»؟!

 صوت الإمارات -

«خُذ عقوبتك وامشِ»

طارق ترشيشي
بقلم - طارق ترشيشي

يتساءل كثيرون، من رفاق وغير رفاق، عمّا بعد العقوبات الاميركية على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، أيكون استعجالاً لتأليف حكومة الرئيس سعد الحريري أم تأخيراً ام استئخاراً له، أم يكون إمعاناً في فرض هذه العقوبات ضمن السلسلة الاميركية المعهودة والمستمرة منذ سنين طويلة، في ايام الادارتين الديموقراطية او الجمهورية، اللتين تتعاقبان على البيت الابيض.

بعض المطلعين على الموقف الاميركي يقولون انّ ادارة الرئيس دونالد ترامب «تفصل» بين ملف التأليف الحكومي وبين العقوبات التي فرضتها على باسيل، الذي اتهمته بالفساد وبدعم «حزب الله»، وانّها تريد للحكومة اللبنانية ان تولد في اقرب وقت، وتكون ذات صدقية وتشرع في اجراء الاصلاحات التي توقف انهيار لبنان اقتصادياً وماليا، وتتولّى توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية والبرية، الجاري التفاوض بين لبنان واسرائيل في شأنه في الناقورة بضيافة اممية ورعاية اميركية، وهو اتفاق تتوقع واشنطن ان يُنجز قريباً، وكذلك اسرائيل، لأنّ الشركات النفطية الاميركية والعالمية تحجم عن العمل في البحر المتوسط، ما لم يحصل اتفاق بين لبنان واسرائيل، يُشعرها بالاستقرار والسلام في العمل.

 

ويضيف هؤلاء المطلعون، انّ فرض العقوبات على باسيل هو من ضمن العقوبات التي درجت واشنطن على فرضها منذ سنوات على «حزب الله» وحلفائه واصدقائه وكل من يتعامل معه، ولا تهدف منها الى تعطيل الاستحقاق الحكومي اللبناني. ويؤكّدون انّ سبحة هذه العقوبات ستكرّ بوتيرة اسرع خلال الفترة المتبقية من ولاية ترامب، التي تنتهي في 20 كانون الثاني المقبل، مستهدفة ايضاً وايضاً «حزب الله» وبعض حلفائه واصدقائه، وربما آخرين من انتماءات سياسية اخرى، وذلك وفق مقولة «خُذ عقوبتك وامشِ»، وأنّ «منهم من عوقب حتى الآن ومنهم من ينتظر»... وانّ اسباب هذه العقوبات، مهما تعدّدت الالوان السياسية للذين ستطاولهم لاحقاً هي واحدة، وهي إما لتحالف مع «حزب الله» او لتورط في فساد، بحيث انّ ادارة ترامب ستفرغ في الايام المتبقية لها كل ما في جعبتها وجواريرها من عقوبات على سياسيين وهيئات في لبنان وربما في المنطقة.


 

 

لكن بعض المعنيين بالتأليف الحكومي وآخرين مشاركين في الاتصالات، يقولون انّ العقوبات على باسيل، وقبلها العقوبات على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، أدخلت الاستحقاق الحكومي في مزيد من التعقيد، بل في مرحلة صعبة قد يراوح معها طويلاً، قبل ان يتوافر الحل المطلوب له. ولذلك بدأت اوراق المداورة وغير المداورة في توزيع الوزارات تختلط بعضها ببعض، وتوحي انّ التباعد في المواقف عاد ليسود بين المعنيين بالتأليف، سواء على مستوى المراجع الكبرى او على مستوى الكتل النيابية والسياسية المشاركة في طبخة اعداد التشكيلة الوزارية العتيدة. فبعد الانطلاق الى المداورة في توزيع الوزارات على الطوائف ومداورة على القوى السياسية، عاد الحديث ليدور عن مداورة تشمل الوزارات ما دون السيادية الاربع (الخارجية، الداخلية، المالية والدفاع).

 

وعند البحث في اجراء المداورة في بقية الحقائب نشب الخلاف خصوصاً ًحول وزارة الطاقة، التي يتسابق غير فريق سياسي الى الاستحواذ عليها لأنّها ستكون «تحت المجهر الفرنسي» هذه المرة، حيث انّ باريس تضغط لأن يكون لها دور فعّال في إنهاء ازمة الكهرباء في لبنان التي تستنزف الخزينة اللبنانية وتزيدها عجزاً كل عام. وكذلك سيكون لها دور بارز في موضوع الغاز والنفط، الآتي من عباب البحر المتوسط وبلوكات لبنان فيه. وقد استولد اقتراح تجميد المداورة في الحقائب السيادية الاربع الاساسية، وتحت عنوان «لمرة واحدة واخيرة» خروجاً على تشكيلة الـ 18 وزيراً، التي كان اتُفق عليها الاسبوع الماضي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري حسبما أشيع، وبدأ الحديث عن حكومة موسّعة تضمّ 22 الى 24 وزيراً، الأمر الذي أوحى انّ الاستحقاق الحكومي ماضٍ الى جولات وجولات من التفاوض بين المعنيين، وربما تطول الى مطلع السنة الجديدة، بل انّ المتشائمين يخشون من ان تستمر اقامة حكومة تصريف الاعمال حتى الربيع المقبل، بعد ان يكون الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن قد شكّل ادارته، وهو سيتسلم مقاليد الرئاسة من ترامب في 20 كانون الثاني 2021 .

ويعتقد البعض، انّ الكرة هي الآن في ملعب الرئيس المكلّف الذي عليه ان يبادر اكثر في اتجاه التأليف، خصوصاً أنّ تأخّر الولادة الحكومية بدأ يأكل من رصيده السياسي. ويبدو انّه أجرى خلال الايام الفائتة جملة اتصالات محلية ومع الخارج، وتحديداً مع باريس، التي سيكون لها موفدها في لبنان قريباً، وذلك على خلفية هذه الاتصالات الحريرية، وكذلك بناء على قراءة فرنسية للتطورات الجارية بعد انتهاء الانتخابات الاميركية، التي املت على باريس ان تعيد تفعيل مبادرتها بدعم اميركي، حيث تفيد المعلومات انّ واشنطن شجعتها على استعجال خطوات التأليف الحكومي في لبنان منعاً لانهيار شامل يتهدّده في حال استمرت الازمة المالية والاقتصادية حتى مطلع السنة الجديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«خُذ عقوبتك وامشِ» «خُذ عقوبتك وامشِ»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 صوت الإمارات - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 صوت الإمارات - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 14:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 19:08 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس فلسطين غائمًا جزئيًا والرياح غربية الأربعاء

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق Galaxy S7 قريبًا

GMT 14:46 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق كتاب للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان

GMT 22:58 2015 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سامسونغ تربح المليارات والفضل للهاتف "S6"

GMT 14:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كلاب الدرواس تهاجم الناس وتقتل المواشي في مقاطعة صينية

GMT 07:31 2013 السبت ,24 آب / أغسطس

الصين ضيفة شرف معرض إسطنبول للكتاب

GMT 04:15 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ديمو P.T يعاد تطويره في لعبة Dying Light

GMT 09:00 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

شركة "سوني" تكشف رسميًا عن هاتفها "إكسبريا زي 4"

GMT 06:14 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

كوثر نجدي تطرح مجموعة جذّابة من فساتين السهرة

GMT 05:31 2018 الأحد ,18 شباط / فبراير

نادي الفروسية في الرياض ينظم حفل سباقه الـ"52"

GMT 11:23 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

جمعية "أم القيوين" الخيرية تتفاعل مع المسنين في عام زايد

GMT 14:49 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

المخ يدخل في صمت عندما نتحدث بصوت عال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates