مفكرة الرياض بيعة الحبيب

مفكرة الرياض: بيعة الحبيب

مفكرة الرياض: بيعة الحبيب

 صوت الإمارات -

مفكرة الرياض بيعة الحبيب

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

تغيب الشمس في شتاء باريس عند الضحى وتقاوم موعد الغياب في الرياض، حائرة ما بين بقايا الصيف ومداخلات الخريف. تركنا باريس لسمائها الرمادية الشهيرة ووصلنا إلى الرياض مبكّرين عن الموعد المفترض بنحو عشرين دقيقة، كافية للتمييز بين مناخ وآخر في عام المناخ العالمي هذا وثقوبه السوداء.
سامحوني على تكرار هذه اللازمة التي هي متلازمة التقدّم في السّن: لولا إشارات الطرق، لما تعرّفت على المدينة. لا تزال تنمو في كل اتجاه. وخصوصاً إلى الأعلى، بعدما فاقت المساحات. ولأن المباني العالية ملزمة بالإضاءة، ليلاً، فقد تمازجت أنوار الأبراج مثل منارات في زحمة المناطق الحديثة والقديمة. ويحاول المهندس الجديد أن يستوحي معمار الماضي، لكنني لا أعرف إلى أي مدى سوف يكون قادراً على ذلك.
هذا كان هاجس أمير المنطقة طوال نصف قرن. وكان أميرها كلما وقع على حداثة أخرى، سارع إلى حفظ الأصول والجذور. كل ورقة. وكل كتاب. وكل حجر. وكل صورة قديمة. وحافظ على قاعة البرق والتلغراف في قصر الحكم. وعلى السيارات العالية المستطيلة الشكل التي استخدمها الملك المؤسس وهو يبني في الرمال دولة بلا طرقات. في الرياض هذه الزيارة بدعوة من منتدى الإعلام السعودي في تدشين أعماله. ولا أدري إن كانت مصادفة سعيدة في مناسبة مباركة، أو أمراً مقصوداً. لكن العاصمة تحتفل بالسنة الخامسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز. ولذلك ضاعفت أنوارها وضاعفت في كل مكان التحيات والتمنيات للملك وولي عهده، الأمير محمد. وتطلّ من المباني العوالي، صورة السكينة وابتسامة الاستقرار، ممثلة في الملك وولي عهده. المعلم الكبير ووليّه الأمين. الاستمرارية والرؤية. كم هي هائلة هذه المسؤولية في دولة تبني جسراً من ركيزتين متوازيتين: التقليد والوليد. التاريخ والمستقبل.
بناء الدول حركة دائمة. وموقع الدولة بين الأمم مسؤولية قائمة. وها هي المملكة في العام الخامس لبيعة الحبيب، رئيسة دول مجموعة العشرين، أهمّ منظمة دولية بعد الأمم المتحدة. وفيما خبت وتراجعت معظم المؤسسات الإقليمية، تندفع مجموعة العشرين في رسم السياسات الدولية والتأثير في اتجاهات العالم، خصوصاً الاقتصادية منها.
لا أدري كم مؤتمراً تستضيف المملكة هذه الأيام. لكن منتدى الإعلام هو في الحقيقة مهرجان مدهش في الضيوف والتنظيم وآفاق القضايا والتحديات المطروحة. وبدأ المنتدى مسيرته بتكريم أبهى الوجوه الإعلامية المؤسسة في العالم العربي، وأول وزير إعلام في المملكة، الشيخ جميل الحجيلان: رائد في الصحافة، رائد في الدبلوماسية وعلامة في بناء وحدة الخليج. قد أزعم أنني بين أهل المهنة، الأكثر فرحاً بتكريم أبي عماد. لقد كان أول من تعرّفت إليه في المملكة. وعندما أتحدّث عن المودّات التي أعتزّ بها في هذا العمر يطلّ جميل حجيلان في مقدمة الأصدقاء والأساتذة، لأكثر من نصف قرن، أنّى حملته المناصب حول العالم، وأنّى حملنا الترحال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة الرياض بيعة الحبيب مفكرة الرياض بيعة الحبيب



GMT 03:30 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 03:11 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 03:10 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 03:08 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 01:24 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 01:32 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

طالبات مواطنات يبتكرن جهازًا للوقاية من الحريق

GMT 05:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الفيصلي يقف على أعتاب لقب الدوري الأردني

GMT 08:12 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي أفكار مختلفة لتقديم اللحوم والبيض لطفلكِ الرضيع

GMT 04:05 2017 الثلاثاء ,25 إبريل / نيسان

فريق "العين" يتوّج بطلًا لخماسيات الصالات للصم

GMT 04:55 2020 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

أحمد زاهر وإبنته ضيفا منى الشاذلي في «معكم» الجمعة

GMT 18:24 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مجوهرات "شوبارد"تمنح إطلالاتك لمسة من الفخامة

GMT 05:40 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

هبوط اضطراري لطائرة متوجهة من موسكو إلى دبي

GMT 22:49 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منزل بريستون شرودر يجمع بين التّحف والحرف اليدوية العالمية

GMT 21:38 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد وخالد بن زايد يحضران أفراح الشامسي والظاهري بالعين

GMT 04:11 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ظهور القرش الحوتى "بهلول" في مرسى علم

GMT 00:56 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

تعرف على فوائد وأضرار الغاز الطبيعي للسيارات

GMT 00:14 2015 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

صيحة الدانتال لمسة جديدة للأحذية في ربيع 2015
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates