تجليات في العزلة

تجليات في العزلة

تجليات في العزلة

 صوت الإمارات -

تجليات في العزلة

السعد المنهالي
بقلم - السعد المنهالي

عندما أُسافر، كنت أتأمل ليلاً - بكم غير طبيعي من الفضول- تلك الإضاءات الخافتة للشقق والمنازل الصغيرة، وكنت أتساءل باستمرار: كيف يقضى أصحابها أوقاتهم الخاصة؟ ماذا يقرأون وفيما يفكرون؟! لدي قناعة خاصة أن الهيئات المثيرة والمميزة لتلك النوافذ والشرفات، إنما هي لأناس لهم مِزاج خاص مثير، بقيت على حالي ذاك كلما سافرت وتجولت في مناطق بيوتها بلا أسوار، أغذي خيالي بصور عن جلسات أصحابها، والموسيقى التي يستمعون إليها، والقضايا التي تثير حيرتهم، غير أنه لم يساورني هذا الشعور وأنا في الوطن، ولا أعلم لماذا! هل للأمر علاقة بالأسوار التي تحجب تلك الرؤى، أو تطابق النوافذ والشرفات كان قد بَلَدَ حاسة الفضول لدي؟!
والآن، ولدواعي الصحة والسلامة بسبب «كورونا»، اعتقدت أنني سأفقد هذه الهواية، غير أن الظروف جرت على غير ذلك، فقد كُلفت بعمل يعزز هواية التطفل الذهني لدي، عندما أدرت جلسات «تجليات في العزلة»، التي أقامتها «مؤسسة بحر الثقافة» خلال الشهرين الماضيين، واستضافت فيها نخبة من الأعلام في الإمارات، لقد عمدت الجلسات إلى إبراز زوايا أخرى مضيئة يمكننا استجلاؤها من تلك الساعات الطويلة، التي جمدتنا فيها جائحة «كوفيد - 19» داخل بيوتنا، ولهذا كان اختيار الضيوف يعتمد أساساً على تنوعهم، ومن ثم ثقلهم المعرفي وإسهاماتهم النيرة في محيطهم، فشاركنا تلك الجلسات الباحث والأديب سلطان العميمي، والدكتورة نوال الحوسني المندوب الدائم للإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجدد، والنحات التشكيلي مطر بن لاحج، والمخرج محمد سعيد حارب، وعلي آل سلوم المستشار الثقافي والسياحي، والكاتب والمخرج السينمائي ناصر الظاهري.
كان تطفلي «الذي أعتقده لطيفاً» نهماً على حياة هذه الشخصيات، ليس فقط عبر ما أفاضوا به علينا من تجلياتهم، وإنما كذلك من خلال ما كنت أفعله قبل الجلسات، من متابعة لقاءاتهم المكتوبة والمرئية، وقراءة أعمالهم وتأمل إنجازاتهم، وقبل ذلك وذاك إعمال «تطفلي» الذهني على البيئة المميزة، التي اختاروها لأنفسهم سواء كانت المادية أو المعنوية، وقد سمحوا لنا وضيوف «مؤسسة بحر الثقافة» بالاطلاع على ذلك، فشاركونا مكنونات عقولهم في الأيام التي قضوها في العزلة، والتي حولوها إلى «خلوة اختيارية»، أبدعوا فيها فألهمونا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجليات في العزلة تجليات في العزلة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates