رفاهية عاطفية

رفاهية عاطفية!

رفاهية عاطفية!

 صوت الإمارات -

رفاهية عاطفية

السعد المنهالي
بقلم - السعد المنهالي

طالب تقرير صدر منذ أسبوعين للأمم المتحدة، بأهمية أخذ الحكومات «الرفاهية العاطفية» للناس على محمل الجد، لأن إهمالها سيؤدي إلى تكلفة اجتماعية واقتصادية طويلة الأجل على المجتمع، وذلك في سياق رصدها انتشاراً مطرداً لأمراض الاضطراب العقلي حول العالم، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد عموماً. وتوقعتُ أن أجد بعد ذلك بعض التقارير التي سترصد معنى ونوعية «الرفاهية العاطفية» بشكل أكثر بحثاً ودراسة، غير أن ذلك لم يحدث على مدى الأسبوعين الماضيين، ولكن كيف ذلك، وأمامنا أرقام فارقة في حالات الاكتئاب، وعدم التركيز والتوتر والقلق والعصبية والانتحار!
بالتأكيد أدى العزل المنزلي، وما تبعه من فقدان التواصل الاجتماعي الطبيعي مع الأسرة والأقارب والأصدقاء، من مضاعفة القلق الناجم عن الخوف من عدوى المرض والقلق بشأن فقدان العمل وغيرها، إذ كان ولا يزال للدعم الاجتماعي الذي يلقاه الإنسان من أحبائه وقت الأزمات الدور الأساسي في الصمود؛ غير أن ما يحدث فعلاً، أن توقُّف الناس عن ممارسة ما اعتادوه من أمور اعتقدوا طويلاً أنها تجلب السعادة لهم، يلعب دوراً أساسياً في تعاظم حالة الضعف والهشاشة، وخصوصاً لدى الأجيال الأقل عمراً، تلك التي لا تعي دور الدعم الاجتماعي القوي في مثل هذه الحالات.
عندما كان يطرح سؤال حول مؤشرات ارتفاع الرضا الذاتي والاستمتاع لدى الأفراد، غالباً ما كان الرد يرتبط بعوامل مادية خارجية، كالسفر والتسوق وحضور عروض السينما، وشرب القهوة في الباحة الخارجية للمقهى المفضل، وغيرها من الأمور التي فقدناها وقت العزل، المثير فعلاً أن أموراً كهذه قادرة على التأثير فينا، لدرجة أن عدم ممارستها قادر على الإخلال بتوازننا العاطفي، ويثير فينا جنوحاً نحو الاضطراب والاكتئاب!
لا أعتقد أن من ارتبطوا بنوعية رضا ذاتي وأسباب متع روحانية وفكرية عانوا الأعراض ذاتها، فالإيمان والصحة النفسية هما الداعمان الأساسيان للرفاهية العاطفية المقصودة، وشعور الناس بالرضا في العموم غير مرتبط عضوياً بوقت الوفرة أو الأزمة، كونه عملية طويلة الأمد وعميقة جداً، تمنح صاحبها حصناً منيعاً متعاظماً مع الوقت، قد يبدو الطلب من الحكومات لأخذ معيار الرفاهية العاطفية محمل الجد «مهماً»، غير أن الأكثر أهمية وعقلانية بالفعل، أن يدرك الأفراد ذلك، ويأخذوا الأمر على محمل الجد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفاهية عاطفية رفاهية عاطفية



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates