خصوصية كورونا

خصوصية كورونا

خصوصية كورونا

 صوت الإمارات -

خصوصية كورونا

السعد المنهالي
بقلم - السعد المنهالي

على الرغم من ما شهدناه هذا العام من أحداث دراماتيكية، جعلت البشر يتشابهون إلى حد كبير حتى في مشاعرهم تجاه الأشياء لا في سلوكياتهم وأشكالهم فقط، برزت حاجة ملحة وشديدة إلى تفنيد خصوصيتنا أمام الجرف العالمي بشكل مُلح أكثر من أي وقت مضى. كنت أنظر سابقاً إلى هذه الخصوصية كأنها ذريعة يستخدمها المتحجّرون في بعض مجتمعاتنا العربية لعقود طويلة على مختلف أشكالها لتحقيق غايات معينة، ولعل هذا ما جعل الكثير من أجيال العولمة تبتعد أكثر فأكثر عن تاريخها وتراثها وتقاليدها، غير أن تلك النظرة الحدية لها مساوئها التي تعانيها الآن. وكتابتي هنا ليست في صدد إقناع هذه الأجيال بالعودة عن ذلك، بقدر ما هي بصدد إبراز القوة التي يمكن أن نجنيها جميعاً، في حالة أننا اتفقنا على عدم ازدرائها أو الاستخفاف بهذه الخصوصية، وأخذها أخذاً واحداً. 
تعلمنا في زمن كورونا دروساً جبرية، في كنهها، أن الذهاب بعيداً لمعرفة ذاتك وهْم صدقناه طويلاً. وأن الحقيقة تكمن في أن التفاصيل الصغيرة التي توجد تحت أقدامنا كفيلة بأن تعلمنا عن ذواتنا بدرجات تفوق الذهاب بعيداً. وأن المتاح في مساحاتنا الصغيرة كثير وغني على عكس ما نعتقد. وأن في جعبة كل واحد منا حكايته الخاصة التي يحق له سردها بكل اعتزاز وتقدير، لأنها مهما تشابهت في معناها مع حكايات الآخرين، إلا أن فيها ما يخصها وحدها. وأنه مهما كانت الأدوات التي نملكها تتطابق مع ما يملكه غيرنا، إلا أن لنا استخداماً مختلفاً ووقتاً لا يتطابق، ومخرجاً فارقاً من استخدامها. وهذه الفروقات لو تعلمون كم هي عظيمة وعميقة ومؤثرة.
لقد علمتنا كورونا أن ننظر للآخر بقرب أكثر، وأن ننظر لأوضاعنا نظرة شاملة، غير أنها قدمت إلينا دروساً عظيمة في تقدير خصوصيتنا، والتوقف عن النظر إلى من هم خارج ثقافتنا أنهم أفضل وأرقى. قدمت لنا كورونا درساً قد لا يتكرر مرة أخرى للحاق بما فاتنا من فرص لإعادة اكتشاف ذواتنا ومحيطنا الصغير، اكتشافاً يضيف للعالم ولا يتنقص منه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خصوصية كورونا خصوصية كورونا



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates