«الطوفان» يضرب ميلان

«الطوفان» يضرب ميلان

«الطوفان» يضرب ميلان

 صوت الإمارات -

«الطوفان» يضرب ميلان

بدر الدين الإدريسي
بقلم: بدر الدين الإدريسي

سأعترف أمامكم بأنني أقلعت لزمن عن مشاهدة مباريات «الكالشيو» الإيطالي، ليس فقط لأن «السيدة العجوز» استعادت نضارتها وحيويتها وبريق تكتيكها، فأمسكت بخناق اللقب ولم تخل سبيله، فقتلت بذلك كل إثارة مفترضة في بلاد الطليان التي عرف دوريها بأنه عرض مفتوح لجنون التكتيك، ولكن أيضاً لأنه بهيمنة اليوفي التي تقتل كل متعة ولذة للمطاردة الفعلية للنزالات، استقالت السواعد الكبرى، بل وأعلنت أنها رضيت بالتنافس على ما عافه السبع، فما رأينا في العشرية الأخيرة سوى ظل الإنتر وشبح روما وهلوسات الميلان ومراهقة نابولي.
للأمانة كل هذا وغيره صرفني عن دوري كنت أستمتع به على زمن يوفي بلاتيني وبونييك، وميلان رايكارد وخوليت وفان باستن، ونابولي مارادونا وكاريكا، وإنتر زانيتي ورونالدو، بل إن وصول «الدون» كريستيانو إلى اليوفي ما أغراني إلا لماماً بمشاهدة ما يأتى لي من مباريات، إلى أن قادتني المصادفة لأجلس أمام التلفاز متتبعاً قمة بعطر الأسطورة بين الميلان واليوفي، وللأمانة فقد أيقظت هذه المباراة بداخلي ما كان نائماً من أحاسيس.
كان اليوفي يلعب مباراة حاسمة في سباقه نحو لقب «السكوديتو» التاسع له توالياً أمام ميلان يعاند نفسه من أجل مرتبة تضمن له مشاركة خارجية.
طبعاً خلت الجولة الأولى من الأهداف، إلا أنها ما خلت من متعة المبارزة بين ميلان متحدٍّ لنفسه ويوفي يستطيع أن يوجه المباريات، حيث تميل الرياح، لتأتي الجولة الثانية مثل هدايا رأس السنة، حلوى ملفوفة بشريط أحمر تفتح شهية المشاهدة.
نجح اليوفي في وضع الكثير من «الفرمانات التكتيكية» إلى الحد الذي جعله يفتح حدائق في دفاع الميلان، فتمكن الفرنسي رابيو من تسجيل هدف أنطولوجي بعد أن مشى بالكرة 50 متراً ليسدد في الزاوية البعيدة، ووضع «الدون» كريستيانو كعادته بصمته لتتقدم «السيدة العجوز» بهدفين في أقل من 8 دقائق من بداية جولة الجنون، وقد توهمت كما توهم الكثيرون، بأن اليوفي وضع نقاط المباراة في خزنة حديدية ورمى بمفاتيحها في عرض البحر، نعم توهمت ذلك، لأن ما سيحصل كان بالفعل ضرباً من الجنون، ذلك أن الميلان سينادي على صوت عميق صعد من مستودع الأساطير مدوياً ومجلجلاً، ليحدث بالمباراة ما يمكن وصفه بالطوفان أو الزلزال العنيف.
سيتمكن الميلان في أقل من 18 دقيقة من صنع «ريمونتادا» تاريخية، بتوقيعه أربعة أهداف حولت خسارته المحسومة إلى فوز هلامي، لا أظنه سيحجب شمس اللقب عن سماء اليوفي ما دام أن لاتسيو المطارد سقط هو الآخر بميدان ليتشي، إلا أنه سيُبقي ذرة إثارة تجعلنا نتمسك بخيط الأمل في مشاهدة خاتمة جميلة للدوري الإيطالي، أما أنا فأعلن من الآن أنني عائد إلى حضن «الكالشيو» لو كان سيهديني مباريات بنفس جنون قمة الميلان واليوفي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الطوفان» يضرب ميلان «الطوفان» يضرب ميلان



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates