الكرة ما بعد «الجائحة»

الكرة ما بعد «الجائحة»

الكرة ما بعد «الجائحة»

 صوت الإمارات -

الكرة ما بعد «الجائحة»

بدر الدين الإدريسي
بقلم: بدر الدين الإدريسي

«لجائحة كورونا» وجع تحسسته الإنسانية، وما وجدت له دواء، وصدمة قوية إلى الآن ما أفاقت منها، رغم أن منا من بدأ يخرج تدريجياً، وعلى حذر من المخابئ الصحية.
«لجائحة كورونا» أحكام عرفية خضعت لها الإنسانية تحت الإكراه، ولكن للجائحة أيضاً دروساً، نحتاج إلى فكر صاف من أجل أن نستوعبها، لعلها تكون ضوءاً لنا ينير ما تعتم في مناطق الاشتغال والتوقع.
مؤكد أن نظاماً عالمياً جديداً سيبنى على أنقاض هذا «الخراب»، وبالطبع لن تكون الرياضة وكرة القدم في منأى عن هذا التقويمالذي يفرضه إنقاذ الصروح المالية الآيلة للسقوط بفعل الحجر.
قطعاً من المستحيل، أن تعود كرة القدم، بزوال «الجائحة»، إلى ما كانت عليه من قبل، في تنظيماتها الرياضية، وفي نظام توقعاتها الاقتصادية.. من المستحيل ألا تكون الأشجار وارفة الظلال لكرة القدم، والتي كان الكثيرون يظنون أنها تنعم بالسكون وتتطاول في عنان السماء، قد تأثرت من التيارات الباردة وحتى الجافة التي هبت عليها، حتماً هناك حاجة إلى إعادة توزيع الأدوار، وترتيب الأولويات.
هناك حاجة لأن ترفع كرة القدم من نسبة التأمين على الجائحات والعوارض، و«الفيفا» وكل الاتحادات القارية محتاجة لكي تؤمن على هذه الثروة التي تؤتمن عليها، والتي تمثل اليوم للاقتصاد الرياضي العالمي قيمة استثمارية كبيرة جداً، بأن توجد صندوقاً لمواجهة العوارض ومقاومة القوى القاهرة، وهناك حاجة أيضاً لكي ينتبه العالم إلى الفوارق الشاسعة بين كرة القدم في قاراته، فقد أظهرت «جائحة كورونا» أننا نتحدث في الغالب عن كرة قدم واحدة بتنظيماتها وقوانينها وشغفها، ولكن في الواقع هناك الكثير مما يفرق بين كرة القدم في قارتي أفريقيا وأوروبا، فكيف لنا أن نتحدث عن مصير واحد ومستقبل واحد، وكرة قدم هنا ليست هي كرة القدم هناك؟
هذه واحدة من الأدوار الموكولة للاتحاد الدولي لكرة القدم، وأبرزتها بشكل كبير «جائحة كورونا»، أن تتقلص الفوارق بين القارات والدول، وهي اليوم بحجم الجبال، أن تضيق المسافات وهي اليوم بحجم البحار، أنا لا أقول أن يوقف «الفيفا» حركة التاريخ، وأن يعطل المسير الخرافي لأندية واتحادات اجتهدت وأبدعت أنماطاً تدبيرية متقدمة، لتصل بكرة القدم إلى ما هي اليوم عليه، ولكنني مع آلية عملية تنهض بالدول والاتحادات البطيئة في ممشاها، لكي تسرع الخطى، وهي المالكة لرأسمال بشري غني ولممكنات كبيرة، من أجل تطوير منتوجها الكروي.
لقد أظهرت «الجائحة» مشهداً كروياً عالمياً، كنا نراه من قبل معتلاً ومختلاً، وبه الكثير من التفاوتات، ولكن ما تأكد لنا اليوم، هو أنه مشهد لا يقوم على العدل والمساواة، ولا مجال للحديث فيه عن المصير المشترك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكرة ما بعد «الجائحة» الكرة ما بعد «الجائحة»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 19:45 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

محمد صلاح يؤكد سعادته بفوز فريقه على ساوثهامتون

GMT 12:49 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف 4 مقابر لأطفال في أسوان أحدهم مصاب بشكل خطير

GMT 19:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:34 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

أحدث إطلالات جيجي حديد في اول ظهور لها في نيويورك

GMT 20:55 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

4 وفيات اثر حادث تصادم على الطريق الصحراوي

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

أنواع فيتامين "الأوميجا" تعمل على تغذية الجسم

GMT 14:42 2013 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وحيد حامد في ضيافة خيري رمضان في برنامج "ممكن"

GMT 19:05 2014 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

3 تطبيقات مجانية لمراقبة أداء أجهزة "آيفون"

GMT 14:49 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

الإعلام يساهم في تغير المجتمعات نحو الأفضل

GMT 10:43 2013 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة : غسل اليدين يزيد الطالب تفوقاً

GMT 00:49 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أفضل عطر نسائي للمرأة العاملة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates