عبقرية في زمن الجائحة
آخر تحديث 21:02:24 بتوقيت أبوظبي
الثلاثاء 22 نيسان / أبريل 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

عبقرية في زمن الجائحة

عبقرية في زمن الجائحة

 صوت الإمارات -

عبقرية في زمن الجائحة

بدر الدين الإدريسي
بقلم: بدر الدين الإدريسي

لا تتوقف أوروبا عن تصدير الصور الدالة على رقيها، على إنسانيتها، وعلى استماتتها في الدفاع عن القيم الجميلة التي من أجلها نشأت كرة القدم، وحجزت لها مكاناً أزلياً في القلوب، فما نراه في مشهدها الكروي من صراع ضارٍ بين المصالح، وما نقف عليه من اقتتال صارخ لا هوادة فيه بين «الديناصورات» المالية، لا يلغي أبداً ذاك الوجه الملائكي الذي ينتصر للقيم الأخلاقية والإنسانية، فلا ينازعها في النفاذ إلى عمق المشهد، شيء آخر مهما غلا ثمنه.
لم يدر نادي أياكس الهولندي، ما يفعله برحيل نجمه المغربي وفنانه حكيم زياش، وهو يوشك على الرحيل صوب إنجلترا، منضماً لنادي تشيلسي، وليكون ضلعاً في ثالوث الإبداع العربي في البريميرليج، فقد احتاج أياكس مهد العبقرية الكروية، طبقاً للأصول و«الإيتكيت» لأن يقول لزياش شكراً على ما منحه للنادي في الأربع سنوات التي قضاها معه، كان بوده أن يشرك الآلاف من المناصرين لتقديم تحية الوداع للمايسترو في «أرينا يوهان كرويف»، تحية تليق بمن كان ملهماً ومبدعاً وصانعاً للملاحم، إلا أن ذلك استحال وجائحة كورونا توصد مسرح الأحلام بأمستردام، وبعدها يقرر الاتحاد الهولندي إيقاف الدوري بشكل نهائي.
ولأن السمو في التفكير والرقي في المعاملة لا يعدم حلولاً هي من جنس العبقرية، فإن إدارة أياكس استدعت حكيم زياش للحضور إلى ما يشبه قلعة الأحلام التي تنفس فيها عبقه، إلى مسرح توشينسكي بأمستردام، ودعته لأن يختار مقعداً بملعب الاحتفالية، ليتفرج على ما شكل له لحظة مؤثرة، تجيش بكثير من العواطف، إلى الحد الذي أدخله في نوبة من البكاء، فيلم توثيقي بحبكة درامية، اختصر رحلة الشهد والدموع لهذا الفتى الذي نشأ يتيم الأب، جاب به دروب المعاناة والألم والحلم، ومع كل رسالة حب من زملائه اللاعبين كانت حنايا قلب زياش تتقطع، إلى أن سمع صوت أمه يحدث شبه فرقعة في ضلوعه، لقد استمع إليها تقول له: «أنا سعيدة حقاً يا بني بأنك ذاهب إلى لندن. ابذل قصارى جهدك، كن حذراً وتصرف مثل رجل نبيل. أحبك وأنا فخورة بك. حظاً سعيداً يا بني في لندن»، رسالة عزفت بقوة على وتر القلب، فاستسلم زياش لنوبة بكاء، لم يفق منها إلا وهو يقول: «أعرف مدى فخرها بابنها، فهي كل شيء في حياتي، لم تغادر مخيلتي صورة أبي، وهو يلفظ آخر أنفاسه وأنا في سن العاشرة من عمري، ولم يغادر مخيلتي مقدار التضحيات التي بذلتها تلك المرأة العظيمة من أجلي ومن أجل إخوتي، أنا مدين لها بكل شيء».
هذه هي كرة القدم كما يفهمونها هناك، أموال وأعمال واستثمارات، ولكن لا شيء من ذلك يحجب شمس العواطف والقيم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبقرية في زمن الجائحة عبقرية في زمن الجائحة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ صوت الإمارات
النجمة المصرية ياسمين صبري مع كل ظهور لها عبر حسابها على انستجرام، تنجح في لفت الانتباه بإطلالاتها الجذابة التي تبدو خلالها أنيقة واستثنائية، كما أن إطلالاتها على الشاطئ تلهم المتابعات لها باختيارات مميزة يسرن من خلالها على خطى نجمتهن المفضلة، فدعونا نرصد أجمل الأزياء التي ظهرت بها ياسمين على الشاطئ من قبل وتناسب الأجواء النهارية والمساء أيضًا. إطلالات باللون الأبيض تناسب أجواء الشاطئ من وحي ياسمين صبري النجمة المصرية خطفت الأنظار في أحدث ظهور لها خلال تواجدها في المالديف؛ بإطلالة ناعمة للغاية ظهرت فيها بفستان أبيض بتصميم عملي ومجسم ووصل طوله حتى منطقة الكاحل، مع الحمالات الرفيعة وفتحة الصدر غير المنتظمة، وتزين الفستان بفتحة ساق جانبية طويلة، كما أكملت أناقتها باكسسوارات ناعمة وأنيقة اللون الأبيض حليف ياسمين صبري في ...المزيد

GMT 09:08 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة طلبة ينجحون في تطوير فكرة "روبوت" على شكل قارب

GMT 01:37 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

برج الديك..أناني في حالة تأهب دائمة ويحارب بشجاعة

GMT 06:46 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

الفنان تامر حسني يغني باللهجة الصعيدية

GMT 23:50 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

"العربية" و"الحدث" تنعيان الزميلة الإعلامية نجوى قاسم

GMT 09:07 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح يظهر في إعلان جديد رفقة الفنان عمرو دياب

GMT 09:20 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

معرض رأس الخيمة للكتاب يُطل في مقهى ثقافي وأمسيات

GMT 04:27 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

اقتراب الامتحانات ينشّط سوق الدروس الخصوصية

GMT 13:16 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

دار مصر تصدر رواية الملكة للروائي عبدالرحمن حجاج

GMT 21:02 2014 الأحد ,14 كانون الأول / ديسمبر

ماستريخت أفضل الأسواق الأوروبية خلال أعياد الميلاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates