كرة القدم تفقد روحها
آخر تحديث 21:02:24 بتوقيت أبوظبي
الثلاثاء 22 نيسان / أبريل 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

كرة القدم تفقد روحها؟

كرة القدم تفقد روحها؟

 صوت الإمارات -

كرة القدم تفقد روحها

بدر الدين الإدريسي
بقلم: بدر الدين الإدريسي

منذ أن حلت بنا جائحة كوفيد 19، وعائلة كرة القدم منشغلة بآثار وتداعيات هذا الزلزال العنيف الذي ضربها، فمع شدة الألم بانقطاع تيار العشق، زادنا وجعاً ما روجت له الشركات العملاقة المستثمرة في كرة القدم، من أرقام منتفخة للخسائر المالية الناجمة عن الشلل الذي ضرب المنافسات، وفي ظل بحث الرعاة والمنتفعين المباشرين من خيرات كرة القدم، عن أنجع السبل للخروج من هذا الدمار الشامل بأسرع وقت، وبأي طريقة ممكنة لإنقاذ الإمبراطورية المالية من الانهيار، بدا وكأن هؤلاء يبيعون في المزاد، جوهر وقيم كرة القدم، التي لا تنازعها في الشعبية والجماهيرية رياضة أخرى.
إن تاريخ كرة القدم فوضوي أكثر مما نظن، فمع كل وصفات نجاح وشعبية كرة القدم وطابعها الديمقراطي، إلا أنها تكشف عن سر غامض، سر كيميائي خفي، يتغير أحياناً وفق المكونات السحرية لكل بلد، فكرة القدم باتت خاضعة لسلطان المال، عصب الحياة فيها اقتصادي، والدليل هو ما تشهده اليوم أوروبا من تجاذب قوي بين الديناصورات، بين من يرفض العودة المستعجلة للتباري، وبين من يحث عليها ولا يرى مفراً منها، وطبعاً من يصر على عودة الحياة لكرة القدم في ظل هذه الأوضاع المخيفة، يستعير تعبيرات غريبة، منها أن الناس سئموا من زنازينهم الصحية، ويرون في كرة القدم نسمة حرية وعبير سعادة.. والتعبير الحتمي عن هذا التغول الاقتصادي لكرة القدم، ولهذا الشره الكبير الذي يميز المشهد، ما شاهدناه يوم السبت الماضي، والدوري الألماني يعود بمباريات تجري خلف الأبواب الموصدة، وأمام مدرجات صماء لا يسمع لها صوت ولا هدير، حيث يكون لزاماً أن يسمع اللاعبون موسيقاهم الاعتيادية، وكأنها آتية من جزر بعيدة.
كل فلاسفة الجمال سيعتبرون عودة البوندسليجا وما سيأتي لاحقاً، تعبيراً إنسانياً عن رفض القهر والانصياع لجبروت فيروس لعين، وسيتغنون بهذا الولاء الرائع من كرة القدم للعاشقين والمعشوقين وهم حول العالم بالملايين، ولكن الحقيقة المتخفية وراء هذا اللحاف العاطفي والرومانسي، أن كرة القدم ما عادت، إلا لتنقذ الصرح المالي من التهاوي كاملاً، وما فكت الرباط وما كسرت قيود الحجر الصحي، إلا لتحول دون أن تتفاقم الأزمة المالية، فاللعب في ملاعب معقمة وعالية الخطورة ومن دون جمهور، ينقذ هذه البطولات من خسائر مالية مضاعفة، بسبب تراجع الإيرادات من النقل التلفزي.
كثيرة هي المؤشرات التي أنبأتنا منذ زمن غير قليل، أن منطق المال غطى تقريباً على كل القيم النبيلة التي قامت عليها كرة القدم، وكانت سبباً في شعبيتها الجارفة، وأن فيروس المال يمكن أن يتسبب فيما هو أفدح وأفظع مما تسبب فيه الفيروس التاجي، أن تفقد كرة القدم روحها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرة القدم تفقد روحها كرة القدم تفقد روحها



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ صوت الإمارات
النجمة المصرية ياسمين صبري مع كل ظهور لها عبر حسابها على انستجرام، تنجح في لفت الانتباه بإطلالاتها الجذابة التي تبدو خلالها أنيقة واستثنائية، كما أن إطلالاتها على الشاطئ تلهم المتابعات لها باختيارات مميزة يسرن من خلالها على خطى نجمتهن المفضلة، فدعونا نرصد أجمل الأزياء التي ظهرت بها ياسمين على الشاطئ من قبل وتناسب الأجواء النهارية والمساء أيضًا. إطلالات باللون الأبيض تناسب أجواء الشاطئ من وحي ياسمين صبري النجمة المصرية خطفت الأنظار في أحدث ظهور لها خلال تواجدها في المالديف؛ بإطلالة ناعمة للغاية ظهرت فيها بفستان أبيض بتصميم عملي ومجسم ووصل طوله حتى منطقة الكاحل، مع الحمالات الرفيعة وفتحة الصدر غير المنتظمة، وتزين الفستان بفتحة ساق جانبية طويلة، كما أكملت أناقتها باكسسوارات ناعمة وأنيقة اللون الأبيض حليف ياسمين صبري في ...المزيد

GMT 09:08 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة طلبة ينجحون في تطوير فكرة "روبوت" على شكل قارب

GMT 01:37 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

برج الديك..أناني في حالة تأهب دائمة ويحارب بشجاعة

GMT 06:46 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

الفنان تامر حسني يغني باللهجة الصعيدية

GMT 23:50 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

"العربية" و"الحدث" تنعيان الزميلة الإعلامية نجوى قاسم

GMT 09:07 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح يظهر في إعلان جديد رفقة الفنان عمرو دياب

GMT 09:20 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

معرض رأس الخيمة للكتاب يُطل في مقهى ثقافي وأمسيات

GMT 04:27 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

اقتراب الامتحانات ينشّط سوق الدروس الخصوصية

GMT 13:16 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

دار مصر تصدر رواية الملكة للروائي عبدالرحمن حجاج

GMT 21:02 2014 الأحد ,14 كانون الأول / ديسمبر

ماستريخت أفضل الأسواق الأوروبية خلال أعياد الميلاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates