بقلم: مصطفى الآغا
عام 1988، وتحديدًا خلال كأس العرب بكرة القدم التي أقيمت في العاصمة الأردنية عمّان كان بدايتي مع «الشرق الأوسط»، ومعها بدأت أولى خطواتي مع الإعلام العربي، رغم أن بداياتي المهنية كانت أوائل ثمانينات القرن الماضي، وعندما كلمني الزميل والصديق سلمان الدوسري رئيس التحرير، قال لي عبارة واحدة: «ألا تشتاق لـ(الشرق الأوسط)؟»، ولم أتردد لحظة في العودة للخضراء العزيزة، التي باتت أحد أهرامات الإعلام العربي في زمن ليس بالطويل قياسًا على عمر الجرائد والمطبوعات، وهي تتجدد وتتطور أكثر مع التغير الكبير الذي طرأ على تكنولوجيا وسائل التواصل، على عكس بعض الصحف الورقية، مثل «إندبندنت» البريطانية، التي تحولت لموقع إلكتروني.
وفي فترة حواري مع الزميل سلمان، كان النصر (الذي ما زال رسميًا حامل لقب الدوري السعودي حتى نعرف هوية البطل الجديد)، يخسر بالأربعة أمام لخويا القطري في دوري أبطال آسيا، رغم تأكيد رئيسه الأمير فيصل بن تركي أنهم يركزون على «الآسيوية» أكثر من الدوري، وهنا تساءل البعض: إذا كان النصر يركز على بطولة دوري أبطال القارة ويخسر بالأربعة؛ فكيف إذا لم يركز؟
وفي اليوم نفسه خسر الأهلي (متصدر دوري عبد اللطيف جميل السعودي) على أرضه وبين جماهيره القليلة أمام العين الإماراتي للمرة الثانية على التوالي، والثالثة من أربع مباريات في دوري الأبطال، ليتذيل مجموعته الرابعة، وتتعقد أموره، ويبدو أن السويسري غروس قرر التركيز على الدوري المحلي (عكس النصر) فأشرك مجموعة من الشباب أمام الزعيم الإماراتي، وهذا يعني عدم قدرة الأندية الكبيرة (ماديا وعناصريا على التركيز على أكثر من بطولة في آن واحد، وهو أمر غريب ومحُيّر لمحترفين بالملايين).
وفي الأسبوع نفسه سمعنا عجبًا حول مجموعة من لاعبي الاتحاد السعودي الذين (حردوا، أو لنقل: تمردوا) وقرروا عدم الانتظام في معسكر داخلي تحضيرًا للقاء الأهلي في الدوري، الذي انتهى برباعية أهلاوية، ثم جاء بيان «آخر الليل»، من الإدارة، بعد الخسارة، باتهام بعض اللاعبين دون تسميتهم، ثم جاء البيان الثاني لتزيد الأمور تعقيدًا؛ فالكل يهاجم الكل ولا شفافية في التعامل ولا وضوح، وتبدو حظوظ الاتحاد في الآسيوية شبه معدومة، ولا أقول معدومة، بعد التعادل مع النصر الإماراتي في دبي سلبيًا.
وحده الهلال حقق النقاط الكاملة من ضيفه الجزيرة الإماراتي، ومع هذا فلم يكن الأداء مطمئنًا جدًا، ولا يوجد ناد سعودي من بين الأربعة المشاركة في دوري الأبطال يتصدر مجموعته؛ فأفضلهم الهلال ثاني المجموعة بثماني نقاط، والاتحاد يتذيل مجموعته بثلاث نقاط، والأهلي يتذيل مجموعته بفوز يتيم وثلاث هزائم، والنصر ثالث مجموعته بفوز وتعادلين وخسارة.
كلام كثير سأقوله عبر مقالاتي في «الشرق الأوسط»، التي سأطل عليكم من خلالها مرة كل أسبوع.