بقلم: مصطفى الآغا
لم أعرفه، ولم ألتق به شخصياً، ولكني أعرف والده وأعرف إمارته، وأعرف إماراته المتحدة.. بينما كنت في لندن، سمعت بخبر وفاة المغفور له بإذن الله، الشيخ خالد بن سلطان القاسمي نجل حاكم الشارقة، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي أعرفه كما يعرفه الملايين غيري.
رجل زرع الحب والأخلاق والثقافة والاحترام في قلوب الجميع، لهذا لم يكن مستغرباً أبداً كل هذا الحب والتعاطف والمشاركة في الألم ممن عرفوا حاكم الشارقة، أو عرفوا بلاده الموسومة بالخير، وهي التي تحمل خصال مؤسسها الشيخ زايد، رحمه الله.
وربما كانت مشاعري شخصياً أعمق، لأن اسم خالد هو اسم والدي، الذي رحل عن الدنيا بداية هذه السنة، وكان تواجد أهل الإمارات في عزائه أحد أسباب تخفيف المصاب، ومنهم من جاء من الشارقة حاملاً الحب والاهتمام وصادق المواساة، ولا أنسى أن حاكم الشارقة، سألني قبل عدة أسابيع عن ابني وأحواله وماذا سيفعل بمستقبله؟ فكان لكلماته وقعها الخاص علي، كأب محب لابنه، ولهذا شعرت بالحزن العميق على فقدانه لابنه.
وبالتأكيد ليس مستغرباً، أن نبادل الحب بالحب والاهتمام بالاهتمام، للدولة بشكل عام، وللشيخ سلطان وقرينته الشيخة جواهر، أيادٍ بيضاء على الكثيرين، فالشيخة جواهر معروف عنها حبها للخير، وهي التي أسست مؤسسة القلب الكبير لمساعدة اللاجئين والمحتاجين أينما كانوا، ودعمت القافلة الوردية وكل من يحارب مرض السرطان، ووقفت مع المظلومين في بقاع الأرض كلها، وأعرف أن كلام اللغة العربية، على اتساعه وعمقه، لن يزيل الألم أو اللوعة، ولكني أتمنى أن يخفف من آلام آل القاسمي الكرام بشكل خاص، وأهل الإمارات بشكل عام، وهم الذين تقبلوا التعازي، وكأن الراحل فرد من أفراد أسرهم، ولهذا أطلقوا هاشتاق (كلنا لك خالد)، في لفتة معنوية وإنسانية تجاه الرجل الذي نعتبره والد الجميع.
رحم الله الشيخ خالد، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وبلاده الصبر والسلوان.