«المتمصدرون»

«المتمصدرون»

«المتمصدرون»

 صوت الإمارات -

«المتمصدرون»

مصطفى الآغا
بقلم: مصطفى الآغا

في عصر السوشيال ميديا، تداخلت الأمور وبات الجميع يستطيع أن يلعب دور الصحفي أو الإعلامي، لأن كلمة إعلامي هي من الإعلام والمعرفة وإيصال المعلومة للآخرين. وبما أن «الآخرين» جميعهم باتت لديهم هواتف ذكية، موجود فيها وسائل تواصل، تصل إلى عشرات الملايين من الناس، لهذا تحول الإعلام الجديد إلى إعلام «كل من هب ودب»، فأي شخص يستطيع وضع خبر أو صورة أو فيديو أو معلومة، وأي شخص يستطيع «فبركة» ما يريد، إن كانت لديه بعض المهارات الأساسية في الميديا.
الفكرة أن الإعلام الجديد أو إعلام السوشيال ميديا أو المواقع الإلكترونية ليس إعلاماً موثوقاً ولا مصدراً أكيداً للخبر، رغم أنه قد يكون مشفوعاً بفيديو، ولكن كل شيء قابل للفبركة والتجزئة والانتقاص والانتقائية.
ويجب على المتلقي والناقد أن يفرق بين إعلامي يعمل في وسيلة رسمية، وناشط على تويتر أو سناب أو فيسبوك أو إنستجرام، وهؤلاء الناشطون قد لا تكون الحقيقة أو المعلومة الدقيقة هي هدفهم الأول، بل قد تكون الإثارة وجذب الانتباه وزيادة عدد المتابعين هي الغاية الأولى على حساب المهنية، وأحياناً على حساب المصداقية، وربما الأخلاقيات في بعض الأحيان.
لهذا فمن الطبيعي، وسط مثل هذه الأجواء، أن تتداخل الأخبار والقراءات وتتنوع المصادر والمتمصدرين، أعتقد أنها كلمة جديدة على قاموسنا، لأن هناك من يتمصدر ويدعي أنه واسع المعرفة والإطلاع، وكل ما يعرفه في الحقيقة هي إشاعة سمعها في مجلس أو من صديق، ولكن، ولأن له متابعين كثر على السوشيال ميديا، تجد «معلومته» الاهتمام من عدد كبير من الناس، ولكن هذا لا يعني أبداً أن نسمع مثل تلك الاتهامات حول الإعلاميين الحقيقيين، وإن كان بعضهم يتمصدر ويتضح أن مصادره غير دقيقة وأن كلامه غير صحيح فيجب ذكره بالاسم، وليس تعميم اللوم والعتب وحتى الإدانة على جميع الإعلاميين من مهنيين وغير مهنيين.
تحري الدقة والموضوعية والصدقية هي أساس العمل الصحفي، ولكنها ليست أساس عمل المنتشرين عبر السوشيال ميديا، ونتفق أن هناك الكثير من الإعلاميين الذين يبحثون أيضاً عن إثارة وعن متابعين وفولورز، ولهذا إما يستعجلون وضع معلومة غير موثوقة، أو يخترعون أو تكون مصادرهم مضللة، وهنا عليهم الاعتذار علناً كما كانت تغريداتهم أو بوستاتهم علنية. والأهم أن علينا جميعاً التروي وتحري الدقة قبل تصديق أي خبر من أي كان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المتمصدرون» «المتمصدرون»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates