اختبار الذات

اختبار الذات

اختبار الذات

 صوت الإمارات -

اختبار الذات

محمد اليامي
بقلم - محمد اليامي

لم تكن الاختبارات هذا العام علاقة ثنائية بين الطالب والمعلم تحتويها قاعة، لقد تغيرت إلى علاقة بين الطالب وذويه في عالم افتراضي قلت معه قدرة الرقيب البشري على ضبط العملية كالمعتاد، وألقت بالمسؤولية أمام الله ثم أمام النفس على عاتق المربي الأساس والمعلم الأول، الأم أو الأب أحدهما أو كلاهما.
الاختبارات هذا العام اختبرت مع الطلاب السلوك الأخلاقي في البيئة غير المراقبة، سلوك الآباء والأمهات بالدرجة الأولى، ثم سلوك الأبناء، ولا أعتقد أن هناك وسيلة للكشف عن مستويات هذه الأخلاق سوى ما يعرفه المرء عن ذاته، وهو في الحقيقة ما يبنيه في "الذات" التي يشارك نسبيا في تشكيلها وزرع مبادئها، ذات طفله أو طفلته.
سانحة جميلة لمعرفة مستويات الوازع الديني الحقيقي، والوازع الأخلاقي، وإدراك العلاقة الروحية بينهما، ولفرز من يؤمن أن عليه تأهيل هذا الطفل بشكل صحيح دون النظر إلى الفرص الضائعة من عدم التزامه بالفكرة الدينية، ثم التزامه بالفكرة الأخلاقية المتمثلة في الفعل الصحيح حتى عند عدم وجود الرقيب البشري، كلتاهما الدينية والأخلاقية ترتبطان بمدى الارتباط الروحي الحقيقي بوجود الرقيب الأهم، الله الذي يرى كل شيء.
لا يعلم البعض أنهم هم من يغشون أبناءهم إذا غضوا الطرف عن غشهم - لا تسمية أخرى للعملية - وهم يخونون أماناتهم لأنهم مستأمنون من الخالق على هذه المخلوقات التي يتشكل وعيها والتزامها بالنظام، سواء النظام الذي يقرره الشرع، أو الذي تقرره الأخلاقيات التي يجب أن تتبع وهي أساسا أخلاقيات منبثقة من كل الأديان.
هناك منطلق فكري مشوه، أو ربما هو مسوغ للممارسة غير الأخلاقية يرتكز عليه البعض هو أن العالم أو الدنيا غير منصفين، وأن من يلتزم بكل الأخلاقيات تضيع عليه بعض الفرص، وأن لا وجود لمجتمع مثالي، حيث تذهب الفرص - أحيانا - لصاحب النفوذ أو العلاقات، وعليه يبررون لأنفسهم إيجاد وازع آخر في نفوس الصغار، وازع ظاهرة المنافسة، وباطنه نسف كل المثل في مقابل المكاسب التي تتحقق.
التقنية أوجدت نوعا من التشظي في سلوكيات البشر، فأغلب شعوب الأرض في مراحل انتقالية بين فترتي التقنية كخيار، والتقنية كأسلوب حياة لا بد منه، ولكن الحال أن الأخلاق المغروسة في الوعي العميق للفرد تظل تنبت طيلة حياته، وتثمر ويأكل من ينعها أطفاله أو من يقعون تحت مسؤوليته في أي ظرف عمل أو حياة آخر.
هي اختبارات للذات، فكم كانت نسبة نجاحك في التدين الحقيقي والأخلاق الراسخة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختبار الذات اختبار الذات



GMT 03:30 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 03:11 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 03:10 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 03:08 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 01:24 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 22:44 2013 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

مواجهات بين طلبة أكراد وإسلاميين في جامعة تركية

GMT 01:26 2013 الأحد ,18 آب / أغسطس

"أميركية دبي" تستضيف مؤتمر طلاب هارفارد

GMT 09:55 2013 الجمعة ,31 أيار / مايو

زر "ابدأ" يعود لويندوز 8

GMT 11:19 2015 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جامعتا الأردنية وكوفنتري توقعان اتفاقية تعاون علمي وبحثي

GMT 01:17 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

رحلات الطيران تنضم لعروض بلاك فرايدى بأسعار مذهلة

GMT 11:50 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الحزن يقتل "ألطف" كلب في العالم جرّاء أزمة قلبية أصابته

GMT 23:27 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

السبع ينفي وجود انخفاضات في أسعار السيارات الأوروبية

GMT 23:24 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إليكِ خطوات للقضاء على مشكلة "الذقن المزدوج" بالمكياج

GMT 23:29 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

استعراض نسبة التحول الذكي لخدمات شرطة دبي

GMT 12:35 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة نادية الجندي تؤكد استعدادها لعمل فني جديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates