جنة «الأصفار»

جنة «الأصفار»

جنة «الأصفار»

 صوت الإمارات -

جنة «الأصفار»

محمد اليامي
بقلم - محمد اليامي

الصفر شعار أو دلالة على "اللاشيء" لكنه في الوقت ذاته موجود في كل شيء من حولنا كمقياس بذاته، أو جنبا إلى جنب مع أرقام أخرى يضاعفها عشر مرات إذا كان على يمينها.
الصفر لا يعني عدم القيمة، فبعض الأشياء تكبر قيمتها أو تأثيرها إذا كانت صفرا، مثل الأصفار الثلاثة التي أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضمن إعلانه بعض تفاصيل مشروع "ذا لاين"، صفر سيارات، صفر شوارع، صفر انبعاثات كربونية، حتى إن نطقها شابه نغمة تطرب قلب كل محب للطبيعة، والبيئة، وكل قلق على هذا الكوكب الذي يئن.
تقول العرب: صفر يصفر، صفرا وصفورا، فهو صافر وصفر. صفر: خلا، يقال صفر البيت من المتاع، وصفر الإناء من الشراب، وصفرت يده من المال أي خلت وفرغت، وهذه المدينة ستخلو من منغصات العيش الإنساني الذي ذكر بعضا منها ولي العهد، وهي منغصات كبيرة قضت على حياة كثيرين، أو دمرت صحتهم.
وضعت الأرقام لعد ما يريد الإنسان امتلاكه، وجاء الصفر اليوم في السعودية لعد ما لا يريد الإنسان أن يكون من حوله، إذا أراد السكينة، والحياة الحالمة التي لا ضوضاء فيها ولا تلوث، بل رياضة وذكاء وتطويع للتقنية لإصلاح ما دمرته كل الأفعال التي مرت بالبشر سعيا نحو الحضارة، إننا بصدد إعادة تعريف التحضر، هكذا يبدو لي المشروع، وهكذا سينظر إليه العالم، ويرصده التاريخ.
إعلان ولي العهد مشروع المدن الذكية "ذا لاين" في نيوم، يؤكد تسارع عمليات البناء والإنجاز في مدينة المستقبل التي تشكل أحد أبرز مشاريع "رؤية 2030" ليكون محورها الإنسان وسعادته وصحته.
من الصفر سنبني مدنا ذكية عبر ابتكار مفاهيم جديدة للتطوير الحضري لضمان معيشة أفضل للناس وتوفير الازدهار والرفاهية لهم والحفاظ على البيئة، وهذا يعني أن ثقافة جديدة ستترسخ حول علاقة الإنسان بالتقدم، وعلاقة هذا الأخير بالبيئة، وإذا أخذنا في قراءتنا للمستقبل ملامح أخرى في "الرؤية السعودية" حول البيئة التي كان بعضها إجباريا بحكم القانون سنعرف أننا بصدد جعل هذه الثقافة جزءا من حياتنا وهويتنا.
"جنة الأصفار" - كما سمي هذا المشروع - تؤكد أن السعودية تروم الوثوب نحو المستقبل وعدم الاكتفاء بنمط التقدم التدريجي والتقليدي، وأن نهجنا اليوم هو مسابقة الوقت لتحقيق كل ما من شأنه أن يضع السعودية في مصاف الدول المتقدمة وفي صدارة الدول الجاذبة، تقدم فكري يواكب التقدم النهضوي والعمراني والمادي.
اللهم حقق الأحلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنة «الأصفار» جنة «الأصفار»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates