بقلم - جهاد الخازن
عمر بن أبي ربيعة شاعر الغزل ولا منافس له. من شعره:
قالت لجارتها انظري ها من ألى / وتأملي من راكب الأدماء
قالت أبو الخطاب أعرف زيّه / ولباسه لا شك غير خفاء
قالت وهل قالت نعم فاستبشري / ممن يحب لقيّه بلقاء
قالت لقد جاءت إذاً أمنيتي / من غير تكلفة وغير عناء
وقال أيضاً:
صرمت حبلك البغوم وصدت / عنك من غير ريبة أسماء
والغواني إذا رأين كهلا / كان فيهن عن هواك التواء
وقال عن نُعم:
لعمرك إنني من دَين نُعم / لكالداعي الى غير المجيب
وما نعم ولو علقت نعما / بجازية النوال ولا مثيب
وما تجزي بقرض الود نعم / ولا تعد النوال الى قريب
وقال عن الرباب:
حيّ الرباب وتربها / أسماء قبل ذهابها
ارجع اليها بالذي / قالت برجع جوابها
عرضت علينا خطة / مشروقة برضابها
تبدي مواعد جمة / وتضن عند ثوابها
وقال في زينب:
خليلي عوجا حيّيا اليوم زينبا / ولا تتركاني صاحبيّ وتذهبا
إذا ما قضينا ذات نفس مهمة / اليها وقرت بالهوى العين فاركبا
وكثرة دمع العين حتى لو أنني / يراني عدو شامت لتحوبا
وعن أم عمرو:
لا تلمني عتيق حسبي الذي بي / والتمس لي الدواء عند الطبيب
إن قلبي ما زال من أم عمرو / ضمنا بعد ليلة التحصيب
يكتم الناس ما به والذي / يكتم بادٍ مبين للبيب
عاد من عرفات:
صاد قلبي اليوم ظبي / مقبل من عرفات
من ظباء تتهادى / عامدا للجمرات
وعليه الخزّ والقزز / ووشي الحبرات
إني لست بناس / ذلك الظبي حياتي
وقال في أخرى:
أومت بعينيها من الهودج / لولاكَ في ذا العام لم أحجج
أنت الى مكة أخرجتني / ولو تركتَ الحج لم أخرج
وعن إمرأة فتن بها:
أنّى بقربكم أم كيف لي بكم / هيهات ذاك ما أمست لنا روح
فليت ضعف الذي ألقى يكون بها / بل ليت ضعف الذي ألقى تباريح
إحدى بنيات عمي دون منزلها / أرض بقيعانها القيصوم والشيح
واقترب من دار هند فقال:
قالت ودمع العين يجري واكفاً / كالدرّ يسبل تارة ويغور
بالله زرنا إن أردت وصالنا / واحذر أناساً كلهم مأمور
أن يأخذوك فكن فتى ذا فطنة / إن الكريم لدى الحذار صبور
قال لصبية:
قلت بالخيف مرة / لجوارٍ نواعم
قلن بالله للتي / سمعت قول ظالم
اقبلي العذر من فتى / صادق غير آثم
لم يخنك الوداد لا / لا ورب المواسم
اتقي الله في فتى / ماجدٍ أخت هاشم