بقلم - حمد الكعبي
لحظات تاريخية عشناها أمس، مع إطلاق التداول العالمي لـ «خام مربان»، كعقود آجلة في «بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة»، في إنجاز وطني جديد، كان حديث الساعة والخبر الرئيس في معظم الصحف والمواقع الإخبارية والمحطات التلفزيونية الدولية التي ألقت الضوء على مستويات التطور التي بلغتها بلادنا، ونضج مشروعها الاقتصادي والقفزات الكبرى التي حققها ويحققها، وحيوية وديناميكية شركاتنا الوطنية، وعلى رأسها «أدنوك».
مقومات عدّة وقفت خلف الإنجاز، أبرزها وجود قيادة رشيدة قادرة على التخطيط والإنجاز، وبعث مكامن القوّة في كل مواردنا، والاستثمار الذكي فيها، ضمن خطط شاملة لها أبعادها طويلة الأمد، ونطاقها الاستثماري والجغرافي المتنوع والواسع، الأمر الذي جعل اقتصادنا الأكثر استقراراً واحتواءً للأزمات الدولية، وحلّق بجاذبيتنا في المراكز العالمية.
والخبر السارّ أيضاً، أن لدينا الإدارة المبدعة والتجارب الناجحة في مجالات ظلت عقوداً حكراً على الدول الكبرى، ولعل أهمّ مثالٍ على ذلك هو «أدنوك»، الشركة الوطنية التي استطاعت إحداث نقلة نوعية في مختلف أعمالها، وحققت قيمة مستدامة، وضعتنا اليوم أمام إنجاز كبير مثّل علامة فارقة على الصعيد الدولي، ورسّخ مكانة العاصمة مركزاً عالمياً للطاقة والتداول.
نحن من يصنع الحدث اليوم، وعنوانه «مربان» الذي أصبح سلعة يتم التداول عليها في جميع أنحاء العالم، ومؤشراً سعرياً جديداً بأسواق النفط بجانب أهم الخامات القياسية، مثل «برنت» و«غرب تكساس الوسيط»، وسيدخل أسواقاً جديدة ويصل إلى عملاء جدد، حاملاً معه رسالتنا، حكايتنا، قصتنا، طموحاتنا، ونهجنا الاقتصادي الذي منحنا جدارة مستحقة.
إن إطلاق التداول العالمي لـ«مربان»، يبعث مزيداً من الثقة في استدامة عوامل القوة في اقتصادنا، ويعني مجدداً أننا قادرون على تعزيز موقعنا المتميز على خريطة كبار مزودي الطاقة، بما لدينا من موارد طبيعية حبانا الله بها، وقيادة طموحة تعرف قواعد السباق وشروطه ومساراته، وتصنع الحدث الإيجابي اليوم وكل يوم.