بداية النهاية من إسطنبول

بداية النهاية من إسطنبول

بداية النهاية من إسطنبول

 صوت الإمارات -

بداية النهاية من إسطنبول

بقلم - الإمارات اليوم

هذه بداية النهاية لسيطرة حزب «العدالة والتنمية» على العملية السياسية في تركيا، ومن إسطنبول التي طالما كرر رجب طيب أردوغان مقولة سابقيه بأن «مَن يفوز بها يفوز بتركيا كلها»، وقد بات يدرك الآن أن أوراق الناخبين في صناديق الاقتراع صوّتت ضد إخفاق إدارته السياسية والاقتصادية، وعبّرت بوضوح عن سأم شعبي من علو نبرة الشعارات العاطفية الإنشائية، الداخلية والخارجية، وانعدام جدواها في مواجهة تفشي البطالة في أوساط الشباب، وغلاء المعيشة.
لم يتقبل أردوغان نتائج انتخابات بلدية إسطنبول قبل نحو ثلاثة أشهر. كان الفارق الذي فاز به مرشح «حزب الشعب الجمهوري» أكرم إمام أوغلو ضئيلاً جداً، بنحو 13 ألف صوت، فمارس ضغوطاً لإعادة الاقتراع، فهو لم يتخيل انحسار سيطرة حزبه في إسطنبول التي كان رئيساً لبلديتها في العام 1994، وكان يرى أن الواقع التركي لا يزال لصالحه، بعد ربع قرن، قبل أن تتقدم المعارضة في جولة الإعادة بأكثر من 750 ألف صوت، ليتضح أكثر من مؤشر.
أولاً: تمثل إسطنبول ثقلاً اقتصادياً وسياحياً وسكانياً كبيراً في تركيا، وهي العمود الفقري للتجارة والصناعة والأعمال، وتساهم بنحو 27% من إجمالي الدخل المحلي، و43% من حجم الصادرات التركية، ويعيش فيها نحو 15 مليون نسمة، وهزيمة حزب أردوغان فيها تمنح المعارضة زخماً شعبياً وفرصاً كبيرة للفوز في أي استحقاق انتخابي مقبل، وتغيير المعادلة السياسية برمتها في البلاد.
ثانياً: الطبقة الوسطى في إسطنبول كانت عاملاً حاسماً في الانتخابات المحلية، وهذه منحازة للسياسات الاقتصادية الناجحة، وتريد حلولاً مباشرة للانكماش الاقتصادي، وتحسناً في سعر صرف الليرة، ولا تعنيها استضافة أردوغان قادة «الإخوان»، ولا أملاكهم العقارية في إسطنبول.
ثالثاً: يشعر الناخبون الأتراك اليوم بفداحة نتائج تفشي البطالة، وزيادة التضخم، وارتفاع تكلفة المعيشة، ويجدون أن لدى المعارضة رؤية للخروج من هذه الأزمات، دون اللجوء إلى روسيا، وافتعال الأزمات مع الاتحاد الأوروبي، وكذلك استمالة مشاعر القواعد الشعبية للحركات المتطرفة، وإرسال بواخر الأسلحة خارج الحدود.
يهمنا ما يحدث في تركيا التي كانت أكثر قرباً من العالم العربي، قبل أن يتقمص السلطان «زعامة العالم الإسلامي»، ويستدعي نوازع التاريخ، ويحلم بإمبراطورية عثمانية جديدة، مبايعاً «الإخوان» وأشباههم في «ربيع الفوضى».. وما تلاه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بداية النهاية من إسطنبول بداية النهاية من إسطنبول



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 06:02 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

أميركية ينمو في رأسها قرن عاشت به لمدة عام

GMT 12:07 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

"Pixel 3" قفزة في تطوير صناعة الهواتف

GMT 08:39 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

كتاب جديد عن الرواية المصورة التي ظهرت في السبعينات

GMT 18:00 2013 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

توقيع رواية "باب الليل" للروائي وحيد الطويلة

GMT 18:30 2013 الأحد ,23 حزيران / يونيو

اصدار رواية"امرأة غير قابلة للكسر" لمحمد رفعت

GMT 21:39 2014 السبت ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إتهام جامعة هارفرد العريقة في التمييز العنصري بها

GMT 10:04 2013 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

افتتاح معرض الصُّور النَّادرة "الأقصر في 100 عام"

GMT 17:56 2015 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة مروة جمال تطلق أغنيتها الجديدة "مفيش مستحيل"

GMT 07:53 2013 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

معرض للرسام الاميركي أندي وورهول في بلجيكا عن الموت والحياة

GMT 18:38 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

بلدية دبي تؤكد حرصها على دعم ذوي متلازمة داون

GMT 11:43 2013 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

جحيم السجون السورية في "عربة الذل"

GMT 13:22 2013 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تعلن تطهير الإنترنت من "الشائعات والعربدة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates