للتاريخ

للتاريخ

للتاريخ

 صوت الإمارات -

للتاريخ

حمد الكعبي
بقلم - حمد الكعبي

«لحظات فارقة» عاشتها المنطقة أمس مع توقيع الإمارات وإسرائيل معاهدة السلام، إيذاناً ببدء مسار جديد لتعزيز السلم الإقليمي والعالمي، تمثل فيه الإمارات ركناً أساسياً، بما تمتلكه من رؤية استراتيجية، وإيمان قوي بأن السلام هو الأصل في الحياة، كونه التشريع الإلهي الذي يحاكي الفطرة السليمة، والطريق الأوسع للرخاء، والأساس في العلاقات بين المجتمعات والدول، وإن تعددت الديانات واللغات والأعراق. 
الدبلوماسية الإماراتية، التي كانت حاضرة بقوة في المشهد الدولي أمس، عبرت بجلاء عن قراءتها الواقعية للمستقبل، ويقينها بأن العلاقات الدولية ورقة أساسية من أوراق النهضة والتقدم، وأثبتت قدرتها على التأثير الإيجابي والانتقال بالواقع العربي إلى فضاءات سياسية واقتصادية واستراتيجية أفضل، نحو شرق أوسط أكثر سلاماً، وهو ما يشي بأن العلاقات الإماراتية الإسرائيلية لن تكون مستنسخة من تجارب سابقة.
على الجانب الآخر، زاد ضجيج وعويل «تجار وسماسرة القضية» الذين لم يقدموا شيئاً لأنفسهم ولا لأمتهم ولا لمحيطهم، ولم يساهموا سوى في الفرقة والانقسام وتأجيج الصراعات، الأمر الذي يؤكده الواقع بلا مبالغة أو تهويل، وسيذكره التاريخ متبوعاً بالكثير من علامات التعجب.
وعلى كل حال، فقد أصبح السلام بين الإمارات وإسرائيل واقعاً ملموساً، له ما بعده من مكاسب جيوسياسية واقتصادية مهمة للبلدين، وآفاق رحبة في مجالات التجارة والاستثمار والنقل والتكنولوجيا والهندسة المعمارية والطب والزراعة المتقدمة، وغيرها من المجالات، التي سيكون للتعاون فيها آثاره الإيجابية على الشعبين «الصديقين» والمنطقة جميعها.
الإمارات، وفي هذه اللحظات التاريخية الفارقة، فتحت نافذة جديدة للسلام، وأرسلت رسالة قوية تؤكد من خلالها أنها اختارت أن تستكمل رسالتها الإنسانية بعيداً عن الكراهية ودوامات العنف، وهذا حقها السيادي، الذي تنطلق فيه من قناعات راسخة بأن السلام خيار أولئك الذين يعرفون قيمة المستقبل والمشتركات بين البشر، وأن الديانات التوحيدية الثلاث في العالم تستطيع تعزيز الجهود الرامية إلى إحلاله، لتنعم الشعوب بالرخاء.
للتاريخ، بقي أن يدرك الجميع أن «الشخصية الإماراتية» تؤمن بأن العبور إلى الغد لا يكون إلا بالقرارات الشجاعة التي تحول التحديات إلى فرص، فليس ثمة مكان للمسارات التي أصبحت غير قابلة للتحقق، بينما المستقبل لن يكون إلا للسلام.
وختاماً نقول: سلاماً لقراء «الاتحاد» و«يديعوت أحرونوت» ولكل أصدقائنا في إسرائيل، ولكل محبي السلام في المنطقة والعالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للتاريخ للتاريخ



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates