أنفاق سيناء

أنفاق سيناء

أنفاق سيناء

 صوت الإمارات -

أنفاق سيناء

محمد صلاح
بقلم: محمد صلاح

من بين كل المشاريع الضخمة التي يتبناها الحكم في مصر، كمشاريع الغاز أو مترو الأنفاق، أو استصلاح الأراضي أو العاصمة الإدارية الجديدة، أو المجتمعات العمرانية في المحافظات، تبقى الأنفاق الأربعة الجديدة التي تمر تحت قناة السويس، وتربط شبه جزيرة سيناء بالوادي المشروع الأول الذي يثير غضب «الإخوان» والجماعات والتنظيمات الإرهابية الأخرى، التي سعت منذ ضرب الربيع العربي المنطقة إلى عزل سيناء وتحويلها إلى «إمارة إسلامية» ومركز لتجميع الإرهابيين وتدريبهم ونقطة لانطلاقهم إلى دول وأماكن أخرى. وفقاً للمعلومات الرسمية فإن العمل في تلك الأنفاق قارب على الانتهاء، ومن المقرر أن يفتتحها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في غضون أسابيع، ليتحول حلم الإرهابيين في إمارتهم إلى كابوس كبير، خصوصاً أن دخول تلك الأنفاق مرحلة العمل يتواكب مع خطة تنفذها الحكومة للنهوض بشبه الجزيرة تتضمن بناء مجتمعات حضارية وشبكة للطرق ومصانع ومزارع سمكية واستصلاح آلاف الأفدنة. ليس سراً أن الحملة التي يشنها الجيش المصري ضد الإرهابيين، والتي أطلق عليها «العملية الشاملة في سيناء 2018»، حققت نجاحات كبيرة، وأن أماكن إيواء الإرهابيين ومعسكراتهم جرى القضاء عليها، ولم يتبق سوى بعض الفلول منهم إما يختبئون في بعض المغارات والدروب الصحراوية، أو يحاولون التخفي وسط الأهالي، والتوقعات تشير إلى انتهاء الحملة قبل نهاية العام الجاري. سيتزامن فتح الأنفاق الأربعة مع دخول المشاريع الأخرى حيز التنفيذ، وكذلك عودة الحياة إلى طبيعتها في مدن سيناء التي عاشت على مدى السنوات الست الأخيرة الإرهاب وآثاره المدمرة، ودفعت ثمناً غالياً للإبقاء على مصر موحدة ومتماسكة. بعد أسابيع ستتمكن الشاحنات والسيارات من الوصول إلى سيناء في يسر ووقت قصير، وسيتدفق آلاف الشباب المصريين إلى هناك للعمل أو السكن، وسيكون على الإخوان والمنصات الإعلامية القطرية والقنوات التي تبث من الدوحة ولندن وإسطنبول أن تغير من مفرداتها، وإلغاء الفقرات التي ظلت تعيدها على مدى سنوات وتزعم أن السيسي سيبيع سيناء، أو سيتخلى عنها ويهملها، أو يحارب أهلها!

اللافت هنا أن بيانات المتحدث العسكري المصري، التي يحرص على بثها دورياً للإعلان عن تفاصيل ما يجري في الحملة العسكرية في سيناء كل فترة، خلت أخيراً من المعلومات عن تدمير أنفاق تربط بين قطاع غزة ومدينة رفح المصرية، والتي ظلت على مدى سنوات مصدراً لأسلحة المتطرفين ومورداً لأموال المجرمين والمهربين، إذ يبدو أن المنطقة هناك صارت خالية منها، وأن الحدود بين القطاع ومدينة رفح أصبحت نظيفة، وهو أمر آخر يؤلم الإخوان وكل الجهات التي تدعمهم. سيناء التي ظلت منذ اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل لا يربطها بالوادي المصري سوى نفق الشهيد أحمد حمدي عند مدينة السويس وجسر السلام في مدينة الإسماعيلية، ظلت تعاني معضلة الانتقال بين ضفتي القناة، والتي بقيت أسيرة «المعديات» التي يضطر الأهالي لاستخدامها في ذهابهم وإيابهم بين ضفتيها، لكن وجه الحياة في شبه الجزيرة سيتغير، خصوصاً الجزء الشمالي منها الذي تمكن الإرهابيون من الانتشار فيه، وسعى الإخوان إلى احتضانه ونزعه عن باقي الأراضي المصرية، ويكفي الإشارة إلى أن الجيش دمر نحو 1300 نفق استخدمها الإرهابيون طويلاً للفرار إلى قطاع غزة بعد كل عملية إرهابية قرب الحدود والعودة مجدداً بالأسلحة والمتفجرات استعداداً للعملية التي تليها، لم ينس المصريون بعد تهديدات قادة الإخوان ورموز الجماعة أثناء فض اعتصامي «رابعة العدوية» و «النهضة»، بتحويل سيناء إلى كتلة لهب إذا لم تتوقف خطط فض الاعتصامين، كما أن عشرات اللقطات المصورة أظهرت عدداً غير قليل من الإخوان هجروا المدن ورحلوا إلى سيناء للالتحاق هناك بتنظيم داعش، أو التدريب على العمليات الانتحارية واستخدام المتفجرات والأسلحة، للعودة مجدداً إلى العاصمة أو مدن مصرية أخرى لتفجير الأبرياء وقتل المصلين في المساجد والكنائس. تتغير مصر نحو الأفضل ولو ببطء، أصبح الإخوان خلف ستار المؤامرات والإرهاب بعد أن كانوا يحكمون البلد ويتحكمون في مصيره، انتهت الفوضى، وإن كانت بعض آثارها تؤرق المصريين، لكن الدولة صارت آمنة مستقرة متماسكة، اختفت أزمات ظلت تنهك المصريين كالطرق والمواصلات والسلع الأساسية، وإن كانت الأسعار مرتفعة والدخول قليلة لكن الناس كيفوا أوضاعهم على رغم المعاناة ولم يستجيبوا لدعوات التحريض، جرى القضاء على أنفاق الشر والإرهاب في أقصى شمال سيناء وستفتتح قريباً أنفاق الخير.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنفاق سيناء أنفاق سيناء



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 19:45 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

محمد صلاح يؤكد سعادته بفوز فريقه على ساوثهامتون

GMT 12:49 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف 4 مقابر لأطفال في أسوان أحدهم مصاب بشكل خطير

GMT 19:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:34 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

أحدث إطلالات جيجي حديد في اول ظهور لها في نيويورك

GMT 20:55 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

4 وفيات اثر حادث تصادم على الطريق الصحراوي

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

أنواع فيتامين "الأوميجا" تعمل على تغذية الجسم

GMT 14:42 2013 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وحيد حامد في ضيافة خيري رمضان في برنامج "ممكن"

GMT 19:05 2014 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

3 تطبيقات مجانية لمراقبة أداء أجهزة "آيفون"

GMT 14:49 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

الإعلام يساهم في تغير المجتمعات نحو الأفضل

GMT 10:43 2013 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة : غسل اليدين يزيد الطالب تفوقاً

GMT 00:49 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أفضل عطر نسائي للمرأة العاملة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates