بقلم - منى بوسمرة
ما يعيشه العالم هذا العام من ظروف استثنائية وأوضاع صعبة، تعيشه الإمارات فرحاً وفخراً بإنجازات تاريخية غير مسبوقة، عززت بأضعاف مكانتها العالمية المؤثرة والفاعلة، وروت غرس الاتحاد الثمين، بماء المبادرة والمثابرة لتسمق شجرته وتعانق نجوم الفضاء.مع إضاءة الإمارات مصابيح احتفالاتها باليوم الوطني الـ49، تتواصل بزخم أكبر وأعظم مسيرة نهضة لم تتوقف يوماً عن إدهاش القاصي والداني، بنقلات نوعية في أزمان قياسية، وبتجربة فريدة تحولت إلى نموذج عالمي لصناعة الأوطان والارتقاء بها وبأبنائها، بل تحولت إلى حاضنة وقبلة للعالم أجمع لصناعة مستقبله وتقدم حضارته.
في هذا العام الصعب، أطلقت الإمارات رحلة تاريخية إلى المريخ، ودخلت نادي الكبار في سبر الفضاء، كما دخلت عصراً جديداً عبر تشغيل برنامجها النووي السلمي، وهما إنجازان حققت بهما الدولة سبقاً عربياً ملهماً للمنطقة، وبما يضاف إلى ذلك من إنجازات لا تحصى، سجلت الإمارات فخراً كبيراً بتحقيق كل هذا متفوقة على جائحة «كورونا» وتبعاتها، في انتصار يعلي من قيمة هذه الإنجازات.
مما لا شك فيه، أن لهذه القدرة الفائقة على الإنجاز، حتى وسط الشدائد، سراً عظيماً يقود إليه، وهو ما يتمثل بنهج ثابت للإمارات وقيادتها، يضع الإنسان هدفاً أساسياً في هذه الإنجازات وفي المبادرات والمشاريع كافة، لتعزيز رخائه وجودة حياته وتمكينه من أدوات العصر وفرص المستقبل.
وهذا ما نراه من مبادرات القيادة الدائمة لتحويل اليوم الوطني إلى يوم فرح بمكارم استثنائية، داعمة لهذا النهج في ضمان الاستقرار الاجتماعي والحياة الكريمة للمواطنين ما يعزز من دورهم في الإسهام في دفع عجلة التنمية ومسيرة النهضة، وتوفير البيئة المشجعة والمحفزة لهم على النجاح والإبداع، بمبادرات كبيرة وسباقة لضمان مشاركة أبناء الوطن الفاعلة في استدامة واستمرارية صناعة التفوق والإنجاز.
سياسات الدولة على مدى هذه المسيرة الحافلة في الريادة، مكّنتها من دور إيجابي مؤثّر دولياً، حملت من خلاله أسمى القيم والأهداف لترسّخ بها الأخوة الإنسانية والمحبة والتعايش والحوار، لتكون الإمارات دعامة رئيسة للسلم والاستقرار العالمي، بما يمكّن الإنسان أينما كان ويعلي من شأنه ويمنحه الأمل بمستقبل مزدهر بالتنمية والسلام والأمن.
في هذه الأيام الجليلة التي نحتفي بها بمسيرة 49 عاماً من الإنجازات غير المسبوقة، نحتفي أيضاً بمستقبل مبشّر وغد أفضل وأجمل تقوده رؤية واضحة واستراتيجيات مدروسة، تنظر نحو خمسين عاماً مقبلة بتفاؤل يصنع دولة فارقة في تاريخ الدول.