بقلم - منى بوسمرة
أحدثت الإمارات فارقاً كبيراً، عربياً، بما انتهجته من دعم نوعي متواصل لتعزيز عوامل الاستقرار والأمن والازدهار في الدول الشقيقة، ملتزمة من خلال ذلك، شتى أشكال التمكين السياسي والاقتصادي والإنساني للشعوب العربية، في الظروف كافة، إذ لم تتوانَ، لا في السراء ولا في الضراء، عن مد يد العون لكل الأشقاء، لرفع وطأة المحن والأزمات عن كاهلهم، ليتجاوز دعمها المساعدات الإنسانية المباشرة، إلى المشروعات التنموية التي تترك آثاراً إيجابية طويلة المدى على مستقبل وازدهار المنطقة بأسرها.
السودان، ولطبيعة العلاقة الأخوية القوية التي تربطه بالإمارات، كان ولا يزال له في قلب الدولة وقيادتها مكانة متفردة، جعلت من الوقوف معه واجباً أخوياً ووطنياً، ومسؤولية تاريخية التزمتها الدولة على الدوام، وترجمتها بنقلات نوعية في الدعم المتواصل للسودان، إذ كانت الإمارات سباقة إلى تقديم حزمة مساعدات مشتركة مع السعودية تصل إلى 3 مليارات دولار، كما دعمت الإمارات احتياطات العملات الأجنبية في بنك السودان المركزي بإيداع ما يقارب 5 مليارات درهم في مارس 2018، و250 مليون دولار أخرى في أبريل 2019، وكانت أولى الدول التي تسارع إلى تسيير المساعدات للحد من تداعيات الفيضانات، وكذلك الحال بالنسبة إلى المساعدات الطبية لمواجهة جائحة «كورونا».
هذه الأيام، ومع تكثيف الإمارات مساعداتها للسودان، تتأكد الأولوية القصوى التي تعطيها الإمارات لهذا البلد الشقيق، إذ وجه محمد بن راشد الأسبوع الماضي، بطائرتي مساعدات عاجلتين تحملان الإمدادات الطبية إلى الخرطوم، لتعزيز صمود الكادر الطبي هناك في مواجهة الجائحة، كما تم تدشين مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني كأكبر مستشفى في غربي السودان، في دعم نوعي لجهود المكافحة، كما سيرت هيئة الهلال الأحمر ثلاث قوافل مساعدات جديدة إلى ولايات النيل الأبيض وكسلا والخرطوم، للحد من تداعيات الفيضانات التي لا تزال آثارها الكارثية ماثلة إلى اليوم.
المساعدات المتواصلة والمكثفة، تأتي اليوم لتترك أثراً إيجابياً أكبر، وخصوصاً أن السودان من أكثر المجتمعات تأثراً بالتداعيات الصحية للجائحة، وما زادته الفيضانات من معاناة في بعض الولايات، وهو الأمر الذي تقابله الإمارات بنهج استباقي في مد يد العون لضمان قدرة الأشقاء هناك على تجاوز هذه التحديات.
التزام الإمارات مساندة السودان، في ظل قيادته الجديدة، والذي أكدته قيادة الإمارات أكثر من مرة، يأتي من الأهمية الكبيرة لدور السودان على الساحتين الإقليمية والدولية، ولإيمان الدولة بضرورة استعادة السودان هذا الدور من خلال تمكينه من استعادة عجلة التنمية، بعد أن ينفض عنه غبار المحن والكوارث والحروب.