بقلم - منى بوسمرة
في كل فعل ومبادرة منذ نشأة الاتحاد حتى اليوم وفي الخطط المستقبلية، يأتي المواطن في مقدمة أولويات القيادة، عبر سياسة حكومية تستهدف رغد العيش وجودة الحياة. ومن تلك السياسات صار شعب الإمارات هو الأسعد عالمياً، محققاً ميزة لم تأتِ من فراغ أو صدفة أو مجاملة من جهات التصنيف الدولية، بل جاءت من عمل وجهد استمرّا سنوات وما زال، عبر خطط وبرامج قصيرة وطويلة المدى تستهدف تعزيز رفاهية المواطن وتوفير البيئة المثالية له كي يبادل الوطن عطاءً بعطاءٍ.
المواطن هو الأغلى في هذا الوطن، وهو الوسيلة والهدف لارتقائه أكثر وأكثر، فمعه وبه يزدان الوطن بسلاسل الإنجازات التي وضعته في الطريق إلى الفضاء واستنهضته ليخدم وطنه والبشرية وليكون إيجابياً للإنسانية أيما حلّ وارتحل بجواز سفره الأول عالمياً.
الدولة التي تحترم مواطنها وتدافع عنه وتحميه وتلبي حاجاته وتقدر قيمته وتعلي من شأنه، وتحترم إنسانيته، وتمنحه دوره وحقوقه، هي دولة قانون أولاً ودولة قيم رفيعة تستقيم فيها الأمور التي تقود إلى التفوق المنشود، فلا يمكن تحقيق أي إنجاز في أي بلد حين يُحرم المواطن فيه من أبسط حقوقه، ولعل في انعدام هجرة أي فرد من أبناء الإمارات إلى الخارج دليلاً كافياً على قيمة الإنسان في هذا البلد، فإلى أين يذهب ولماذا يغادر؟ إذا كان شعبه الأسعد، ووطنه قبلة العالم، وأمنية الشباب للعمل والعيش.
أحدث برنامج لرغد العيش في هذا الوطن والذي جاء بتوجيهات رئيس الدولة، هو اعتماد الشيخ محمد بن راشد 32 مليار درهم لبناء 34 ألف وحدة سكنية للمواطنين في جميع أنحاء الدولة، ورفع قيمة سقف الراتب لمستحقي الدعم السكني في برنامج الشيخ زايد للإسكان إلى 15 ألف درهم، ورفع قيمة قروض المساكن إلى 1.2 مليون درهم، في تنفيذ لتعهّد بألا يبقى مواطن دون مسكن كريم، ولا تبقى منطقة خارج إطار التنمية، وبجودة على مستوى واحد في جميع إمارات الدولة؛ لأن الوطن واحد والمواطن يستحق الأفضل فهو الأولوية أولاً وثانياً وثالثاً، كما قال الشيخ محمد بن راشد، في واحدة من أبهى صور رعاية المواطن.
أمر مُفرح يسري في وجدان الوطن ونحن نرى حرص القيادة يتجسّد على الأرض إنجازات ومشاريع لابن الإمارات، والمفرح أكثر أن سموه يستنهض الجهات الحكومية للتنافس في خدمة المواطن، وأن شيئاً لن يشغل سموه عن توفير الحياة الكريمة للجميع وتوفير السكن لهم ضمن معايير تشمل الأمن والصحة والتعليم وتعزيز الحياة الاجتماعية.
هذا الحرص الشديد على رفاهية المواطن انعكاسٌ لفكر ينطلق من مبدأ أساسي هو أن بناء دولة الرفاه يقوم على تلبية حاجات المواطن باعتبار ذلك من ركائز تحقيق التقدم والتنمية الشاملة، فالمواطن المستقر الهانئ هو المواطن المنتمي لوطنه والقادر على الإبداع والابتكار والعطاء والفداء، طبقاً للمعادلة التبادلية الناجحة بين المواطن والوطن، التي نجحت قيادة الإمارات في تحقيقها بامتياز واقتدار، حتى صارت وطن الإنجاز والسعادة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن جريدة البيان