بقلم - منى بوسمرة
عاش اتحاد إماراتنا، اتحاد الثقة والأمل والقوة، الذي تخفق القلوب وتبتهج الأرواح اليوم في الذكرى الـ 49 على تأسيسه، فرحاً بما رسخه من تجربة وحدوية أبهرت العالم أجمع بتفرد الإمارات وريادتها في إنجازات سبقت الزمن، دعامتها المتينة عظيم ما رسخته قيادتها من نموذج يضع الرؤية الصائبة والثاقبة في استشراف المستقبل والمثابرة على صناعته في قلب استراتيجياتها وأولوياتها الوطنية.
اليوم الوطني الـ 49 لاتحاد دولتنا العظيمة، يأتي اليوم في سنة استثنائية نحتفل في نهايتها باليوبيل الذهبي، وقد أعلت الإمارات إنجازات خمسين سنة تفاخر بها العالم وترفع رأسها عالياً بين نجوم السماء، وشمرت سواعد الجد والعزيمة والإصرار لتصميم الخمسين سنة المقبلة، بقوة إرادة، يلتف حولها الجميع، قيادةً وشعباً، لرفعة أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئة لإنشائها.
هذه الإرادة غير المسبوقة، لا في التاريخ ولا في الجغرافيا، والتي شدد عليها خليفة ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد في تهنئتهم لشعب الإمارات بهذه المناسبة، تقود اليوم فكراً مختلفاً رسخ التخطيط للمستقبل والعمل لصناعته والتنافس على المراكز الأولى عالمياً ومسابقة الزمن، مكونات ثابتة في ثقافة مجتمعنا ككل، وجزءاً أصيلاً في نهج دولتنا، إذ أكد سموهم أن هذا الفكر هو السر في تعاظم قوتنا الذاتية، وهو الذي يشرع لوطننا أبواب الأعوام الخمسين المقبلة على اتساعها.
النقلات النوعية والتاريخية التي ترفع الإمارات سقف الطموحات نحوها في رحلة مئويتها، محركها القوي رؤية واضحة واستراتيجية مدروسة، وبوصلتها الأساس هو الإنسان، فهي تعمل بمبادرات ومشاريع كبرى لا تتوقف للاستثمار في العقول والكفاءات النوعية لتهيئة كل القطاعات لمرحلة ما بعد النفط، ببناء اقتصاد معرفي حقيقي أساسه الابتكار والإبداع والعلوم المتقدمة والتكنولوجيا الحديثة، كما تعمل بمبادرات موازية، لتعزيز منظومة القيم الحضارية عالمياً ومأسسة نشر التسامح والانفتاح والتعايش وقبول الآخر، وتمكين السلام والاستقرار والأمن لخير الإنسان أينما كان.
الثاني من ديسمبر، حاضر على الدوام في القلوب، ليحتفي أبناء الإمارات بالتاريخ وقيم عظماء رجالها من الآباء المؤسسين، كما يحتفلون بالمستقبل من الآن، بما تلهمهم به قيادة حملت الراية لتصنع المعجزات في الفضاء كما على الأرض، وتكون أمينة على رفاه ورخاء ومستقبل مستدام لأبناء دولتنا وأجيالهم.
عاش اتحاد إماراتنا، الذي حوّل أصعب سنة يمر بها العالم، إلى شعلة أمل وثقة، يشد بها العزم ويقوي بها الإصرار لصناعة غدٍ أفضل وأجمل، فهنيئاً لشعبنا قيادته المخلصة، وهنيئاً لقيادتنا شعبها المتلاحم، وهنيئاً لإماراتنا يوم مولدها الذي يسير بها نحو نهضة جديدة تجعلها في صدارة الدول.