بقلم : محمد الحمادي
لقد كان يوم أمس مبهراً ومثيراً للذكريات... فعلى أرض مدينة زايد العسكرية في منطقة سويحان بأبوظبي وقبل سبعة وعشرين عاماً عشت المشهد مع آلاف الشباب من أبناء الإمارات، ومشهد ذلك اليوم تكرر أمام عيني يوم أمس في حفل تخريج دفعة من مجندي الخدمة الوطنية، والذي شهده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ففي الميدان نفسه شهد الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، في أكتوبر من عام 1990 حفل تخريج الدفعة الأولى من المتطوعين، وكان لي الشرف أن أكون أحد أولئك الشباب الذين لبوا نداء الوطن عندما بدأت واحدة من أسوأ الحروب في المنطقة، وذلك بعد غزو صدام حسين للكويت في الثاني من أغسطس من العام نفسه.
لقد اصطف أبناء الإمارات صفاً واحداً خلف القيادة قبل ثلاثة عقود، واليوم يتكرر المشهد من جديد ليعيدوا مشهد التلاحم بين القيادة والشعب، وليؤكد أبناء الإمارات أنهم رجال يعتمد عليهم في جميع الأوقات، سواء في وقت الحروب، أو وقت السلم والرخاء.
لقد تكرر مشهد ذلك العام مرة أخرى يوم أمس عندما رأينا الشيخ محمد بن زايد يشهد تخريج الدفعة الثامنة من منتسبي الخدمة الوطنية من الشباب والدفعة السادسة من الفتيات، في المكان نفسه ويستعرض طابور الخريجين.. وبنفس روح الولاء والانتماء والاستعداد لنداء الوطن الذي كان قبل 27 عاماً تكرر المشهد مرة أخرى من أبنائنا الشباب الذين أصبحوا مستعدين اليوم وبعد هذه الخدمة الوطنية بشكل أفضل من ذي قبل لتلبية نداء الوطن عسكرياً، أو للمشاركة الوطنية في مختلف المجالات التي تحتاج إليها الدولة.
لقد كان يوماً شعرنا فيه بالفخر الكبير لتخريج الدفعات السابقة واللاحقة من شباب الإمارات من برامج الخدمة الوطنية، فشباب الإمارات دائماً يبذلون أوقاتهم وأرواحهم لهذا الوطن ولا يبخلون بشيء على هذا الوطن، وفي المقابل، فإن القيادة تبادلهم الحب بحب أكبر وتقدير واهتمام أكثر، وحضور الشيخ محمد بن زايد حفل أمس هو تأكيد جديد لما يوليه سموه شخصياً وقيادة الإمارات بشكل عام من اهتمام ورعاية للشباب.
نستطيع أن نقول اليوم وبكل ثقة إننا نعيش في وطن قوي، فنؤمن حاضرنا بجيل واع وجيش قوي، ونستعد لمستقبلنا بالتخطيط السليم، ونسير بثبات إلى الأمام ليس بالكلام والشعارات والأحلام، وإنما بعمل مستمر وجيش قوي وقيادة محبة وواعية وشعب مخلص.