بقلم: صلاح منتصر
أخيرا قررت مصر إنهاء الفلوس الورق والدخول فى عصر التطور عصر أوراق النقد البلاستيك التى عمرها أطول، وتكاليف إنتاجها أرخص، وشكلها أحلى وأجمل، ولا تتفتت وتذوب إذا ابتلت بالماء أو حتى دخلت الغسالة، ولا تقدم وتبلى بعد بضعة أشهر قليلة وتداولها بين أياد فيها النظيف وفيها غير النظيف مما يجعل هذه الأوراق الورقية وسيلة لنقل الميكروبات. وغير ذلك وأهم إنهاء هواية استخدام هذه الأوراق النقدية وسيلة للكتابة على ظهرها ووجهها من أرقام تليفونات إلى رسائل حب وغرام. وغير ذلك كما يقول الخبراء صعوبة التقليد والتزوير وطول عمر استخدامها أربعة أضعاف عمر الورقة الورقية.
وحسب تصريحات الدكتور طارق عامر محافظ البنك المركزى فسيبدأ طرح العملات البلاستيكية الجديدة فى الأسواق اعتبارا من عام 2020 وهو العام الذى وعد فيه الرئيس السيسى أن تكون هناك مصر جديدة فى مجالات كثيرة، ويبدأ فيه تشغيل العاصمة الإدارية الجديدة، وسيكون مناسبا جدا أن تكون فيه هذه الأوراق النقدية الجديدة فى أيدى الناس.
ويذكر القراء أن هذا العمود كان من أوائل المنبهين إلى هذه الفلوس البلاستيك التى استخدمتها كثيرا من الدول نظرا لمزاياها العديدة. وللتاريخ فقد سبق رجل الأعمال المصرى نبيه برزى فى لفت الأنظار إلى هذه الفلوس وقام بإعداد عينة كاملة منها قدمها إلى محافظ البنك المركزى السابق إسماعيل حسن قبل 25 سنة. وتم بالفعل طباعة أوراق فئة 20 جنيها على أمل استخدامها فى إحدى المحافظات كتجربة يمكن منها معرفة كم يكون عمر الورقة فى هذه المحافظة ، ولكن مثل كثير من المشروعات التى كانت تشهدها مصر ويجرى الحماس لها، مات المشروع كما مات غيره كثير!
وربما كان من الصفات التى ستختفى مع اختفاء ورقة النقد أن الجنيه الورقى أو العشرة أو العشرين أو الخمسين كانت سهلة التطبيق فى اليد وتقديمها إكرامية إلى أفراد كثيرين تعودوا فى مهنتهم الاسترزاق عن طريق هذه الأوراق المطوية.!
نقلا عن الأهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع