بقلم: صلاح منتصر
تقريبا كل يوم تخرج الدولة لتكذيب شائعة روجت لها مواقع التواصل الإجتماعي بتوجيه من حزب كارهي مصر. ومن هذه الشائعات تلك التي تتصل برفع أسعار الوقود من بنزين وبوتاجاز وديزل. وهي الشائعة التي تثير عدم الإستقرار في السوق، وتجعل معظم المواطنين يعيشون علي سطح صفيح ساخن نظرا لتأثير زيادة أسعار الوقود علي مختلف الأسعار الأخري.
وقد نفي المهندس طارق الملا وزير البترول زيادة أسعار منتجات البترول، كما أعلن المهندس محمد شاكر وزير الكهرباء أن أي زيادة في أسعار الكهرباء لن تحدث قبل بداية السنة المالية المقبلة في أول يوليو. ونتيجة لذلك إختفت الشائعات الخاصة بالكهرباء، بينما بقيت شائعات زيادة البترول تتردد لأن من يقرأ الصحف في صفحاتها الأولي لا بد أن يتملكه الإحساس باحتمالات زيادة سعر منتجات البترول في أي وقت.
ففي كل يوم ومنذ عدة شهور تنشر معظم الصحف في صفحتها الأولي بروازا متكررا واضح أنه إعلان لحساب وزارة البترول يوضح قيمة الدعم الذي تتحمله الدولة ،والذي يمثل الفرق بين تكلفة إسطوانة البوتاجازوالبنزين والديزل بالسعر العالمي وسعر بيع هذه المنتجات محليا.
وعندما يجد المواطن تكرار هذه الزاوية كل يوم فمن الطبيعي أن يتولد لديه الشعور بأن وزارة البترول تفعل ذلك لمفاجأته بزيادة أسعار منتجاتها مستندة إلي فرق الدعم الكبير الذي تنشره كل يوم وتتحمله. وهو ما أدي إلي الشائعات المتكررة عن هذه الزيادة وتأثيرها علي استقرار السوق.
وأنا واثق أن وزارة البترول لا تهدف من نشر هذه الزاوية مباغتة المستهلك بزيادة أسعارها في أي يوم، بقدر ماتريد أن تقدم ثقافة تجعل المواطن علي معرفة بالدعم الذي تتحمله الدولة مع تحرك السعر العالمي للبترول، وعلي أساس أن أسعار البترول لن تزيد سوي مرة واحدة في السنة مثل الكهرباء. لكن كارهي مصر سيبقي إصرارهم علي إثارة المواطنين بشائعة زيادة سعر منتجات البترول ،وعلي أساس أن الدولة نفسها هي التي تنشر مبررات هذه الزيادة كل يوم!
نقلا عن الأهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع