بقلم - صلاح منتصر
أساس نجاح أى عمل فنى, أغنية أو مسرحية أو فيلما سينمائيا، هى الكلمة. الكلمة التى تنفذ إلى العقل والقلب وتثير خيال مستمعها ووجدانه. ومن يراجع تاريخ السينما المصرية يجد أنها حافلة بأعمال كتاب كثيرين لكن أروع الأفلام التى سجلتها هذه السينما كانت لثلاثة من كبار فرسان الكلمة: نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ووحيد حامد الذى كرمه أخيرا عن استحقاق وجدارة مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ 42، بحيث يصعب تصور حال السينما المصرية دون الأفلام التى كتبها هؤلاء الفرسان الثلاثة.
وعندما دخل وحيد حامد (76 سنة) مسرح التكريم مستندا إلى ذراع محمد حفظى، رئيس المهرجان ، وفى اليد الأخرى عصاه، هب لدخلته جميع حضور المهرجان عن محبة صادقة، إجلالا واحتراما وتقديرا للفارس الذى أعطى السينما سنوات حياته التى نرجو أن تمتد وتمتد وأن يمنحه الله القوة ليفرز عسل الكلمة الحلوة التى يكتبها.
وأعترف أننى لم أتمالك دموعى أمام التليفزيون كما حدث مع آخرين طاروا من مقاعدهم فى صالة المهرجان وسبحوا مع هذا العبقرى صاحب الوجه الهادئ العنيد وصاحب الرصيد الضخم: البرىء ومعالى الوزير وطيور الظلام والراقصة والسياسى وطائر الليل الحزين وإضحك الصورة تطلع حلوة وغيرها من أفلام وصلت 40 فيلما غير 31 دراما تليفزيونية وإذاعية تتميز كل منها بالفكرة والمعنى التى وراءها والسيناريو الذى يحول الفكرة إلى مشاهد متتالية سلسة والحوار المتميز الذى يمكن معرفة كاتبه دون قراءة اسمه لعظمة اللغة والسهولة والقوة فى الوقت نفسه.
وفى كلمته القصيرة التى قالها شاكرا، فقد ذكر فيها بعض اسماء النجوم الكبار الذين سعد بحياته معهم: شريف رزق الله وصلاح منصور وأمينة رزق وسمير سيف وعاطف الطيب وسمير خفاجة وصولا إلى شريف عرفة ويسرا ونبيلة ونادية ومنى ومنة، مما جعله يعلن أنه لهذا أحب حياته، وأحب أيامه فى السينما، وأحب كل الذين عمل معهم. الحب يا سادة وراء كل نجاح، فشكرا للفارس العظيم وحيد حامد ودام حبا وحبا.